فيلمان بتذكرة واحدة / يوسف غيشان

فيلمان بتذكرة واحدة

اليوم سأعلن عن تخفيضات، فقد كتبت فكرتين لم استطع أن(أمط) احداهما، على الأقل، لتحتل الفراغ المخصص لمقالتي، لذلك وعلى طريقة السينمات الشعبية، أعلن عن نشر مقالين بصحيفة واحدة، على طريقة(فيلمان بتذكرة واحدة): (1).
في معظم مطابخ البيوت الأردنية يتوفر غالبا كيس بلاستيكي كبير يضعون فيه الأكياس البلاستيكية الأصغر التي يحضرون فيها الأغراض من السوق،لاستعمالها فيما بعد للم الزبالة او وضع الأغراض أو ما يشابهها من موضوعات، هذا الكيس يتبوأ مكانا مرتفعا في المطبخ، لكنه معلق دوما على مسمار، ويسمح فقط للكبار اللعب فيه، وتعبئته وإفراغه.
هكذا هو المواطن الأردني، هو مجرد كيس الكياس……يملآونه بالأكياس البيضاء والسوداء، الصغيرة والكبيرة، ثم يسحبون منها ما شاؤوا ويستخدمونه كيفما شاؤوا.
– يتضخم وينتفخ، ثم يفش، ثم يعود للانتفاخ.
هذه هي ديمقراطيتنا..هي مجرد كيس صغير موضوع في «كيس الكياس» للاستخدام عند الحاجة(حاجتهم طبعا).
(2).
الفرنجة يعشقون اكتشاف الأشياء، آخر ما توصلوا اليه هو مرض منحوه اسم (سلفيا)، وهو مخصص للمدمنين على تصوير أنفسهم بالكاميرات العادية أو كاميرات الموبايلات وما شابهها. ويعتبرون الشخص مدمنا اذا قام بتصوير نفسه أكثر من 6 صور يوميا .
الذي لم يكتشفه الفرنجة بعد هو أننا- نحن العرب- نعاني من مرض لم يعرفوه بعد، وهو تصوير الآخرين بكل دقة وتفصيل، ودون كاميرات ، والعديد العديد من المرات يوميا .
يجلس اربعة معا، ما ان يبتعد أحدهم أو احداهن حتى تشتغل كاميرات الشباب – او الشابات طبعا- ويشرعون في تشريحه منذ زواج والديه حتى الغد، بكامل انواع الصور الطبقية واشعة اكس والرنين المغناطيسي …. الغريب أنه لا تظهر معنا ، في هذه الصور، سوى العيوب .
وهكذا نفعل ايضا عندما يبتعد الثاني . وعندما لا يتبقى سوى اثنان ، يبتعد احدهما وهو ينظر خلسة الى الخلف، خوفا من أن يلحقه الآخر بإشارة فحشاء.
هذه هي الأمراض التصويرية الحقّة..هذه هي (سلفيا والا بلاش).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى