فنجان القهوة خرب بيتنا / علي الشريف

فنجان القهوة خرب بيتنا

منذ ان وعينا على الدنيا ونحن نمازح دائما مع بعضنا البعض بقولنا البعض للاخر ” كل راس مالك فنجان قهوة” وكبرنا وتطور الامر لنراه ليس مزحا او دعابة انما حقيقة واقعة نعيشها يوميا.
جرائم القتل راس مالها عدد من الزلم وفنجان قهوة.. السرقة تنتهي بعدد من الزلم و بفنجان قهوة… المشاجرات والمشاحنات كلها تنتهي بفنجان قهوة مرة.
بالامس تم الاعتداء على مدير احدى المدارس الثانوية في اربد .. حيث تم نقل المدير الى المشفى بعد اصابته بفقدان الوعي وبعد علاجه تحصل على تقرير طبي يفيد بحالته ومن ثم تقدم به للشرطة للتحقق ومن ثم التحويل الى القضاء .
فجاة وبدون سابق انذار وبعد توقيف الطالب المعتدي يبدا العمل بتوقيف المدير بسبب شكوى كيدية وتقرير طبي بعد تكفيل الطالب لتبدا فصول حكاية اخرى من فنجان القهوة.
الكل صار من اهل اصلاح ذات البين … الاصدقاء يردون شرب القهوة … اعضاء المجالس المحلية يريدون شرب القهوة .. الجاهات بدات تطل برؤوسها تريد فنجان قهوة بمعنى ان كلهم يريدون لفلفة الموضوع ليكون راس مال المدير والاسرة التعليمية والتدريسية فنجان قهوة كما تعلمنا منذ الصغر.
وحده مدير المدرسة يرفض ووحده القضاء العادل تعامل مع الامر بحرفنته وعدله لم يعد يؤمن بفنجان القهوة ورفض ان تراق الكرامة بمثل هذا الفنجان ..
مصيبة فنجان القهوة لا زالت تلازمنا..فالزواج يبدا بفنجان قهوة والطلاق يبدا بفنجان قهوة ..والسماح بالدم اوله فنجان قهوة .. ضاعت الكرامة والاعراض بفنجان القهوة وضاعت الاوطان ولا زلنا نركض خلف فنجان القهوة .واستبيحت المحرمات بفنجان القهوة ولاجل فنجان القهوة زادت العبي ..التي اصبح اختصاصها فقط كد الجاهات وسماع اشرب قهوتك وابشر باللي جيت فيه.
فنجان القهوة خرب بيتنا ….فاذا كان بمثل هذه القوة السحرية لماذا لم ينتهي الفساد بفنجان قهوة.. لماذا لم تنتهي السرقات بنفس الفنجان .لماذا لم تستعاد الكرامة والاوطان بهذا الفنجان … ولماذا لا يحتكم للقانون بفنجان قهوة..
اخر المصائب انك اذا رفضت الطلب لا يشرب الفنجان اما اذا وافقت وكان الفنجان برد فعليك التجديد بعد سماع جدد الفنجان … اصبحنا في اخر الركب واخر الدنيا واخر الحضارة والتاريخ وبلا مستقبل ولا زلنا نعتمد فنجان القهوة فلا نستغرب لماذا رخصت دمانا وهانت كراماتنا …
تطورت الاوطان وكبرت وزاد علمها واصبحنا بيادق عند الجميع يلعبون بنا كيفما شاء لهم اللعب ان يلعبو ا … استمرانا على كل كل قيمنا وعلى حدود الله واوقفناها وعلى قوانيننا .. كبرت كل الدنيا ونحن لا زلنا نكد الجاهات ونشرب القهوة .
يهان المعلم ويهان العالم ويضرب الصغير ويضرب الكبير .. واصبحت بلادنا مرتعا للبلطجه فالقانون غيبناه وبدلناه بفنجان قهوة.
اخيرا عزيزي صاحب العباية وقائد الجاهات .. انا اذا حدث حادث معي لن اسامح بفنجان قهوة … فلا تسامحني بفنجان قهوة ان اخطات … وان رفضت طلبك لا تقول لي قهوتك مش مشروبة لانها مش فارقه معي شربت او ما شربت ..فانت احد اهم اسباب ضياع القانون في بلادنا عشان تعمل فيها فكاك نشب وتشرب قهوة وانا فقط اريد العدل والقانون ولا اريد القهوة فكلنا نشرب الهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى