فلننصف الأمن العام / عمر عياصرة

فلننصف الأمن العام
هناك ثوابت وقناعات يجب على الجميع ادراكها فيما يتعلق بعمل جهاز الامن العام، اهمها، ان الاخطاء الفردية لا يمكن ان تتحول لثقافة جبرية داخل الجهاز.
بالمقابل يجب على قادة الجهاز متابعة الحدث الفردي، وادراك حجم تكراره وتأييده داخل الجهاز، حتى لا يتحول لثقافة تؤثر على السمعة والكفاءة.
حادثة الدكتور الذيابات، كانت مؤلمة لنا جميعا وصادمة، فلا يمكن للاردني الذي يغني في اعراسه للجيش والامن ان يتعايش مع رجال امن يتعاملون بهذه الطريقة الغريبة وغير المقبولة.
لكن عزاءنا، انها حادثة فردية، واشدد على انها فردية، وقد كان لسرعة استجابة مدير الامن العام، واعترافه بالخطأ، وتحويل المتسببين الى المحاكم الشرطية المختصة، كل ذلك، خطوات جيدة، يجب ان يتلوها صرامة في تأكيد العمل بالقانون داخل الجهاز.
اهل الرمثا غضبوا لابنهم الدكتور الجامعي، وكلنا غضبنا له، فالشريط مستفز ولا انساني، وانا متأكد ان لحظات الغضب وما جرى فيها لا تعبر عن حقيقة احترام الرماثنة لمؤسساتنا الامنية وللمكتسبات الوطنية.
ليس من مصلحة احد النيل من المؤسسات واضعافها، وهذا لا يعني السكوت على الاخطاء، فنحن ندرك ان جهاز الامن العام يحتاج للكثير الكثير، فهناك هنات لها اسباب موضوعية واخرى لا يمكن تفسيرها.
اشكر معالي غالب الزعبي وزير الداخلية، فقد اسرع للرمثا، ودق على صدره بأن المخطئين سيعاقبون، واشكره ايضا انه اصر على ان المعتدين على الدكتور الذيابات هم ابناء الجهاز لا ابناء عشائرهم، فمعرفة اسمائهم ليست الا ضرباً من ادخال البلد في توتر عشائري.
مرة اخرى، اهل الرمثا يحبون البلد، ويعرفون دقة ظرفه الحالي، ومن حقهم ان يطبق القانون على الذين اعتدوا على ابنهم، ومن حقنا ان نلومهم على انفلات اعصابهم من باب العتب على قدر المحبة.
اما جهاز الامن العام، فسيظل رقما هاما في معادلة امننا واستقرارنا، واتمنى من افراده دائما تذكر ان الشعب الوحيد في العالم الذي ينسج قصائد واغاني لشرطته هم الشعب الاردني، وبناء عليه نستحق منهم ان يكون القانون فيصلا في التعامل بين الشرطة والجمهور.
مدير الجهاز يبذل جهدا كبيرا، وانصحه ان يكاشف نفسه عن طبيعة العراقيل التي تواجهه، وان يقرر بعدها كيف سيتصرف، واظن ان باب الملك مفتوح ليسمع منه وله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يطيب لنا كابناء بلد نحبه ونفتديه صدقا .. وبعيدا عن المزاودات ان تتعزز تلك الثقه بين اطياف المجتمع وموسساته الوطنيه كافه وعلى راسها الجيش والامن العام . ولقد سئمنا من الاصرار على فردية السلوك الوظيفي اذا كان خارجا عن اصول الحق والخلق.
    المساله بسيطه ولا تحتاج إلى كل هذا التعاطي والنقاش المستفيض .. دعوا القانون ياخذ مجراه بنزاهه وبعيدا عن الوساطات العشائرية التي لا تسوفنا إلا الي المزيد من الاستقطاب والقهر وضياع الحقوق .. ولنكن هذه الحادثه وغيرها ومثلها فرصه ممتازه لكل الصادقين لتعزيز ثقة المواطن بمؤسسات دولته من خلال تطبيق القانون بصدق وامانه كما لو ان المعتدى عليه والد او اخ او ابن أعلى المسوولين في مؤسسات الدوله عندها فقط سيعرف المواطن ان حقه لن يضيع ولن يحتاج إلى ردود افعال تجتلب انتباه المسوولين لقضيته.
    اللهم احفظ الاردن ارضه وسمائه واهله.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى