فلاش باك عمان / نبيل عماري

فلاش باك عمان

فلاش باك سريع يعود بنا إلى الوراء في ستينيات وسبعينات القرن الماضي ، لنجد شوارعنا … فاضيه لا أزمة سير سيارات تمشي على مهلها وأرصفة نظيفة والناس فرحين هادئين ورائحة القهوة المحمصة تعبق بالشوارع حتى رائحة الملبس ع لوز تفوح من محلات عزيزية بالبلد وتعبق محامص البزر برائحة لذيدة وخبزالتنور يزغرد وبيادر وادي السير وعبدون والصويفية تشتم منها رائحة القمح المحصود ومحاصيل البندورة البعلية والفقوس ، تمشي الهوينا قاصداً صويلح حيث كروم العنب والتين والتفاح ورائحة التين المشقشق يغازل الصباح حتى تلاع العلي بوديانها وجبالها كنا نشتري منها البطيخ البلدي وبيوت الشعر تلتمس منها بداوة جميلة وصوت جرس على عنق ماعز ورائحة هويسة فريكة ويد عجوز تفرك السنبلة بين راحتيها أشجار اللوز كانت تغزو عمان وربابة تسكب نبضها على عود الوتر ، وسماء زرقاء تمر بها طائرة عالية وماركا تعج بالمودعين أكثر من المسافرين والمحطة تنتظر تناديي بقطارها القديم الحديدي هيا للشام ومن العبدلي تسمع أغنية بلاد العرب أوطاني عمان بيروت بغداد الشام راكب واحد وهديل حمام في سماء عمان يبدد سكون الظهيرة وصوت قادم من أحدى الراديوهات المركونة في زواية أحدى البقالات يخرج صوت محمود ابو عبيد ونبيلة السلاخ معلناً لقاء الظهيرة وصيف يا صيف في دنيا الصيف والدنيا ربيع نعم عمان كانت أكثر خضرة والناس أصفى الكل يعرف الثاني لغتهم المحبة ورغيف الخبز يتداول بين الجيران ، كان جبل اللوبيدة شانزليزية عمان ببيوت تتدلى من اسوارها مجنونة نهدية وياسمين أبيض ودندنة عود ورائحة حبات فلافل تقلى في مطعم ابو محجوب وجبل عمان وشارع الرينبو وسينما الرينبو وفلم رد قلبي وإلى استاذي مع حبي لسدني بواتيه. عمان كان طابعها الهدوء لو نظرت على البلد من زواية معينة في جبل اللوبيدة تجد الناس تقف على الأشارة الضوئية والجزر الوسطية تتملىء زهوراً ورياحين أخ يا عمان الزحام أصبح وباء … زحام السيارات والناس زحام الكلام والمواقع الأخبارية والفضائيات زحام الأعلانات وزحام المطاعم والتصفيات وزحام الكوفي شوب أخ لو ترجعين عمان كما كنتِ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى