فريحات في موسكو.. الخطاب الناضج / عمر عياصرة

فريحات في موسكو.. الخطاب الناضج

كم يسرني ان استمع لشخصية اردنية عسكرية بحجم رئيس هيئة الاركان المشتركة، الفريق الركن محمود فريحات، يتحدث الى المجتمع الدولي عن الارهاب بطريقة تقدمية ناضجة علمية مشبعة برؤية الدولة ومنسجمة مع انسانية الخطاب وموضوعيته.
هذا ما كان في موسكو، وهو ليس بالغريب، فالمؤسسة العسكرية تاريخيا كانت دائما واحدة من اهم آليات انتاج النخب الاردنية، كما ان قادتها في الغالب هم استراتيجيون يعرفون عن الاشياء ابعد من مجرد الامن والعسكرتاريا.
كما انه من الرائع ان يتحدث صاحب ارفع منصب عسكري اردني، امام العالم، بلغة مختلفة عن المعهود الامني في التعاطي مع الارهاب.
فريحات اكد ان الارهاب لا دين له ولا جنسية، وتحدث عن كل ما يخطر ببال العلم من اسباب للظاهرة، حتى الاستبداد تطرق له بشكل من الاشكال، وربط كذلك بين العنف واسئلة المنطقة المفتوحة.
مبرر سعادتي يأتي من ناحيتين؛ الاولى: اننا في الاردن حين يتحدث قادة الامن والجيش عن الارهاب، لا تراهم يسيطر عليهم البطش والشدة وطغيان المقاربة الامنية، فهناك هامش كبير لتفهم الظاهرة والاشتباك معها ثقافيا وسياسيا، وهذا لا نجده في منطقتنا الا هنا في عمان.
ايضا، اننا في كل بارقة امل، نتمنى، استعادة طبقة رجال الدولة الذين يفهمون مصالح الدولة، ويعبرون عنها، ويشتبكون مع ملفاتها بوطنية محايدة، يوسعون بيكار المشاركة بالنقاش العام، ولا يقبلون بحلقة ضيقة تفعل ما تريد.
ظهور الفريحات بهذا الشكل أكسبنا ثقة بأنفسنا تجاه قضية مكافحة الارهاب، ولعله من المناسب ان نذكر بضرورة تحويل الخطاب الناضج الذي سمعناه في موسكو الى آليات مجتمعية ثقافية تعمل الى جانب الامن في مكافحة الظاهرة وقف تمددها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى