فرصة سعيدة

مقال الأحد 28-5-2017
النص الأصلي
فرصة سعيدة
صارت التقارير والتصنيفات التي تتحدث عن الشعوب الأكثر سعادة والأقل سعادة مملة وغير مشوّقة ومنحازة تماماًَ مثل الحديث عن الإصلاح وحل الدولتين والتعاون العربي المشترك والكثير من “حشّ الحكي”..
فمثلاً في التصنيف العالمي للسعادة والذي نشرته وسائل الإعلام مؤخراً يقول أن النرويج الأسعد عالمياً ودول الخليج الأسعد عربيا..وفي تفصيلات التصنيف فقد حلّت الإمارات العربية المتحدة في صدارة الدول العربية السعيدة ، تلتها دولة قطر ، ثم السعودية فالكويت والبحرين بينما لم تذكر سلطنة عُمان ” شيلة بيلة ” لعدم توفّر أية معلومات عن السعادة من عدمها في السلطنة فالسعادة هناك “محايدة” أكثر مما تتخيّلون.
طبعاً النرويج “أم النغنغة” احتلت المرتبة الأولى عالمياً في الدول السعيدة شعباً وحكومة وقيادة ثم تلتها الدنمارك وايسلاندا وسويسرا وفنلندا…وانه من سخرية القدر ان تتراجع سويسرا إلى المرتبة الثالثة، الا إذا فات بينهم “اكمن كشر” فخرّب عليهم التصنيف وأدى الى تراجعهم.
ولمن يهمّه الأمر ومن يسأل عن الأردن فقد احتلّ الوطن الحبيب مركز (74) عالمياً ومن الخمس الأواخر في الوطن العربي ..حيث ذكّرني رقم (74) بمقولتيّ أحد رؤساء الوزراء السابقين ( انا عمري 74 عاماً ولا أكذب) و(74%) من الشعب الأردني لن يتأثر برفع الأسعار..
لا عليكم..لا تهنوا ولا تحزنوا أيها الأردنيون الأعزّاء..هذه تصنيفات “طشي” و”حكي فاضي”، ليست الأمم المتحدة ولا برامجها من تحدد اذا كانت الشعوب سعيدة أو غير سعيدة ، الحمد لله نحن سعداء جداً ،و”سعادين” بما فيه الكفاية ، ولا نترك فرصة أو لقاء الا ويبادل بعضنا البعض العبارة الخالدة “فرصة سعيدة” حتى عندما نتعرف إلى أشخاص جدد في أي عزاء نقول “فرصة سعيدة”..ماذا يريدون أكثر من هكذا سعادة ، ثم من قال لهم أن “يورّونا” إلى الترتيب 74 عالمياً في السعادة هل شفّوا على قلوبنا ليعرفوا ان كنا سعداء أم لا…الم يرصدوا الابتسامات البيضاء والأسنان المكسّرة التي تلتقط يومياً على طريقة السيلفي وتنشر على الفيسبوك بمناسبة وبغير مناسبة..أستحلفكم بالله .. شعب يتصوّر في العالم وهو يتفقد الخزّان ليلة الخميس، وهو يدلق طنجرة المقلوبة ،وهو “عامل حادث سير” هل هذا شعب غير سعيد..
ثم ما مقياس السعادة بمفهومهم حتى يضعونا من الخمس الأواخر بترتيب الدول العربية؟؟ ..يكفي ان سعادتنا لا توصف عندما نتصبّح ونتمسّى بسعادة نفس المسؤولين منذ أن وعينا على الدنيا…أي سعادة تفوق سعادتنا عندما يتصاهر الساسة وسماسرة الوطن والفاسدين وينجبون لنا “كوكتيل” من الساسة الفاسدين مدعي الوطنية الصغار ..؟
أي سعادة تفوق سعادتنا عندما يكون بعض مسؤولينا من نفس دفعة أبرهة الأشرم” في عام الفيل..وبعدهم عايشين ويصّرون على إعطاء محاضرات بالجامعات والمنتديات يؤكدون فيها على ضرورة “تمكين الشباب”!!.

#@$%^&@ هيك سعادة..

أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. سعادتنا ان الأردنيين من اكثر المستثمرين في دبي

    سعادتنا ان ثروات كبار المسؤولين في البنوك الأجنبية تزيد عن عشرين مليار دولار.

    سعادتنا تكتمل عندما ارى ابن الوزير سفيراً .

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى