فرح مرقه: ديمة طهبوب “كرواتيا” الأردن الصاعدة في مونديال الرزاز.. ومَن كان سيقود “معركة الكرامة” لو تطوّع الجازي في الجزائر؟ .. انفتاح سعودي “من بعيد لبعيد” في حفل ماجد المهندس

فرح مرقه: ديمة طهبوب “كرواتيا” الأردن الصاعدة في مونديال الرزاز.. ومَن كان سيقود “معركة الكرامة” لو تطوّع الجازي في الجزائر؟ .. انفتاح سعودي “من بعيد لبعيد” في حفل ماجد المهندس.. ومؤامرة إيرانية خلف ازمة كهرباء العراق.. و”كاس عرق” جبران باسيل قد يحبط لبنان!

ديمة طهبوب وزيرة الرزاز المقبلة!

التمعت عينا رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز “لمعة أعرفها” وهو يستمع لخطاب النائبة الإسلامية الدكتورة ديمة طهبوب التي قررت ولمرة نادرة أن تضع الخطاب الديني جانباً وتستخدم حنكتها السياسية والاقتصادية وتحاصر رئيس الوزراء بأدواته وأفكاره. الدكتور الرزاز أظنه كان يتساءل برأسه “أين غابت النائبة الذكية عن تشكيلته الحكومية؟”.

النائبة طهبوب أصلاً بدأت مرحلة مختلفة وقبل أيام من الجلسات النيابية للثقة حيث استضافتها شاشة التلفزيون الأردني في إيحاء صعب التجاهل، بعد سنوات طويلة من المقاطعة الرسمية للإخوان المسلمين وانصارهم واتباعهم ومؤيديهم.

مقالات ذات صلة

خطاب النائبة بثته القناة الرياضية الأردنية (ولا أملك أي إجابة لمن يستغرب النقل على القناة الرياضية رغم اشتعال الرياضة بكأس العالم إلا الابتسام والقول ان الرغبة بإيجاد “روح رياضية” وسط التوتر قد تكون الدافع)، ضمن نقلها خطابات النواب ومناقشاتهم أثناء طلب الحكومة للثقة البرلمانية.

النائبة طهبوب، والتي لطالما كان لدي تحفظات على أدائها ظهرت بصورة مبهرة وهي تستبدل أدوات الدعوة بالفكر السياسي الاقتصادي خلال المناقشات البرلمانية، وحاصرت الرزاز بمقدمة ابن خلدون التي اقتبس منها في بيانه الوزاري، وبدراسته التي اشارت لها مراراً “رأي اليوم” من الريعية إلى الإنتاج، وشكّلت لدى الرئيس الرزاز حالة من الفخر لم أرها وهو يستمع لنواب آخرين حاولوا تذكيره بوالده وإرثه أو تطرقوا للتدخلات في حكومته.

رئيس الوزراء الحالي، مختلف بصورة جذرية عن كل من سبقوه، ولا يغريه إلا الفكر والعمق والمنهجية بالطرح، من هنا أظن أن النائبة طهبوب أذكى من أصاب عقل الرجل، ومنحتني شخصياً ولمرة نادرة، ترف أن أعوّل على خطاب ليستعيد إلينا ذلك المفكّر الذي خسرناه في تشكيلة وزارية معظمها ضحل الفكر والثقافة.
ديمة طهبوب، ذات الفكر المستنير المستتر أحياناً، قد تكون أول نائبة تصبح وزيرة في التعديل المقبل وأنا أجزم أن الرئيس فكّر بذلك، المطلوب الوحيد منها، هو ألا تتخلى عن أدوات العقل لصالح أي أدوات أخرى وتتذكر أن خطاباً علميّا من وزن ما قدمته أمام الجميع هو ما يحتاجه الأردنيون.

**

هناك من سيقول إني أبالغ في تقديري بموضوع النائبة الصاعدة، ولكن من شاهد القنوات الرياضية مؤخراً وفي مونديال روسيا تحديداً يعلم ان مفردة المستحيل باتت بعيدة، وان الإطاحة بوزراء مخضرمين أو حتى جدد في الحكومة الأردنية قد تكون أسهل توقعاً من الإطاحة بفرق عريقة مثل إنجلترا وألمانيا في المونديال والأخيرة حصلت فعلاً.

النائبة طهبوب تصعد اليوم وعلى المستوى الشعبي على الطريقة الكرواتية، وبيدها فقط أن تحدث الاختراق الكبير وتفوز في المنصب الوزاري لصالحها وصالح كتلتها التي تآكلت شعبية رموزها بصورة واضحة، والاهم لصالح جسر يريد له الرزاز أن يمتد بين حكومته وكل الاطياف بما فيها الاخوان المسلمين. بيد طهبوب وحدها أن تكسر “تابو” العطور الفرنسية في وزيرات الحكومة الحالية.

**

بمناسبة الحديث عن المونديال، فلا بد أن أقول إني استأت من الفوز الفرنسي، والسبب الحقيقي أن لديّ الكثير من المشاعر السلبية أمام الفرق المنبثقة عن الدول الاستعمارية، وهو الامر الذي جعلني أتمنى- على ضعف معلوماتي الرياضية ورغم عدم متابعتي لتفاصيل المباريات- ألا تفوز إنجلترا ولا فرنسا.
أكتب هذا وأنا شخصياً في منبر لندني، وأعلم ان معظم ما اكتبه لا تحتمله الدول المفترض انها تحررت من الاستعمار، ولكن ماذا نفعل.. “هو انفصام الصحافية العربية التي تعيش في الغرب”!
المهم، أجمل ما في فوز فرنسا أن فريقها من الدول المُستعمرة!.. وهنيئا للمهاجرين..
**
من كان سيقود الكرامة لو سافر الجازي؟

ظهر السياسي الأردني الهام الدكتور عمر الجازي في واحدة من حلقات برنامج “هذا انا” المحلي الأردني وعلى الشاشة الرسمية، متحدثاً عن حياته السياسية والاجتماعية ومعيداً التذكير بتاريخ والده.

الدكتور عمر يبدو ان الدولة قررت انصافه بعد الكثير من الخدمات التي قدمها ويقدمها لها وبصورة شبه مجانية دون أي “طمع بمكاسب” كغيره، ولا اخفي عمليا اعجابي بإنجازاته وبهمته وبثقافته.

المهم أن الدكتور الشاب والمحبب ذكر حادثة ملفتة كان لها الأثر في التغيير في تاريخ الأردن كله لاحقاً، حين قال والده القائد العسكري الشهير مشهور حديثة الجازي لقائده حابس المجالي انه يرغب بالتطوع في الثورة الجزائرية. في ذلك الوقت رد الأخير بالقول ان الأردن بحاجة أبنائه، واستثمر بالجازي الاب.
ما خطر ببالي وانا اشاهد اللقاء الشيّق والهام سؤال واحد فقط: من كان سيقود معركة الكرامة لو تطوّع الجازي في الجزائر؟؟
بالإجابة عن السؤال يمكن ان نعرف لماذا الكثير من الفوارق لم تحصل في التاريخ الأردني الحديث بعدما سافر وهاجر وتطوع الكثير من الأردنيين الفارقين في معادلة بلادهم!.

**

معادلات صعبة!

أسهل عليّ أن أفهم معادلة رياضية من الدرجة الخامسة وبسبع مجاهيل، من أن أفهم السبب الذي كان خلف الأمور التالية:
أن تتهم القنوات العراقية فجأة إيران بافتعال أزمة الكهرباء والمظاهرات التي نجمت عنها، هل نست المحطات ان إيران ليست من يحتمي منها في المنطقة الخضراء؟

افتراض الراحة الشعبية بعد تصريح الوزير اللبناني جبران باسيل في يوم العرق العالمي ان الحكومة لن يتغير من معالمها شيء، هل اعتقد الوزير ان اللبنانيين أسكرهم العرق وأنساهم كارثية وجوده شخصيا في الحكومة الماضية؟
قرار ترامب الإعلان على شاشة سي بي اس ان روسيا والصين وأوروبا اعداؤه قبل يوم من لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هل انخدع ترامب أيضاً بالودّ الروسي في المونديال؟؟

الافتراض السعودي بإقامة حفل فني لنجم كالفنان ماجد المهندس وتحضره السعوديات دون أي قبلات بينه وبين مُحبّاته!، هل افترضت السعودية ان الانفتاح يجب ان يحصل “من بعيد لبعيد” مثلاً؟!.

*كاتبة أردنية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى