فرحة العيد …. / ماجدة بني هاني

فرحة العيد ….
على هامش مقالة الأستاذ رامي بني هاني / تشرد

على قارعة شارع الهاشمي ، عند تقاطع سوق البخارية ودخلة شارع السينما افترقت خطاهما بعد نقاش حاد، وسيل عرم من الاتهامات بالسفه وتبديد الثروة ….
《نزلني هون 》…،وقف وأنزلها، لم يحاول مراضاتها ، أو الالتفات لتوسلاتها ومطلبها بتحضير تفاريح العيد لأطفالها ، مضت تمخر عباب المارة بقدم مثقلة وريق يابس مر ، من أثر الصيام وأثر الجدال والاستجداء العقيم ، باقي عن العيد يومين فقط ، تلك المنطقة تشهد تزاحم كثيف وأكثر الحضور من الأطفال والنساء،في مثل هذه الظروف يغيب الرجال عادة وتصطبر النساء على قسوة الجوع والعطش ، ونزق الأطفال، وظلم التجار ،والقيظ وما أدراك ما القيظ !
تكمل الأم طريقها مشيا ،تشهد فرحة الأطفال بالعيد ،ترقب بعينين آسيتين المعروضات في واجهات المحلات ،هذا مناسب جدا لحلا !…وذاك سيبدو جميلا جدا على طارق الصغير ، تتذكر أن جزدانها فارغا ،تعتصر المرارة في حلقها ، تخجل من بصقها في هذا الزحام فتبتلعها ، تحمد الله أنها لم تعتد على اصطحاب أطفالها إلى السوق وإلا عذبتها نظرة الحسرة في أحداقهم ،ولكانت توسلاتهم سياطا حارقة فوق حرقة القيظ والفقر والبخل ، تقف على مفترق طريق ، بين أن تقضي العيد بعيدة هاربة من فشلها أم تحقيق أدنى مظاهر السعادة لأبنائها ، أو أن ترجع إليهم فتحضنهم وتسقيهم من حنانها وصبرها وتنتظر الفرج …
تنظر إلى جوالها المتواضع ، تتوقع اتصالا من زوجها لتدارك الأمر ، فلا مجيب ،تحاول الاتصال فتغص بحجم الكلام الجارح والمحاولات البائسة في إقناعه بدفع القليل ومنذ ما يقرب من عشرة أيام خلت ، فترعوي وتحتسب عند ربها وتقرر العودة ، لتحتضن أطفالها ، فإن كان الحرمان قدر فلنختر أقله ضررا ، بينما يكمل طريقه في نفس الشارع بسيارته منتصرا ، مقررا اختيار أول تقاطع للعودة ، فرحا باحتفاظه بدراهمه المعدودة ،واثقا بأنه حسم أياما من الجدال لصالحة ، متأكدا أنه سيجدها في البيت حيث أطفالها فقد جرعها سم الذل مرارا وتكرارا ، وكسرها مرات ومرات ، وفي النهاية تبقى الأصيلة….المعينة على نوايب الدهر !!!
أيتها القيم البالية ، كم نحتقرك !!..ولا سامحك الله يا شوارع إربد ويا واجهات متاجرها ، كم شهدت من قصص البؤس والظلم والتشرد وما رويت ولا نطقت ولا شهدت بكلمة حق …..
فقط كلمة حق قد تضئ عتمة طفل محروم، وأم قابضة على الجمر ، كلمة تزيدكم من الشعر بيت ….عن تشرد بدم بارد …وعيد مضى فيه من تشرد الأرواح ما تعلمون وما لا تعلمون …

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى