عودة الحراك إلى الشارع الأردني / زكريا البطوش

بمناسبة الحديث عن عودة الحراك إلى الشارع الأردني

السادة أصحاب الدكاكين الحزبية في الأردن:
متى تفتحون أبواب دكاكينكم؟
وحشتونا ..
تشربوا شيء ؟
يتوفر لدينا مشروبات متنوعة.. شاي بالعلقم ، سوس بالدود ، يانسون مثير للأعصاب ، قهوة بنكهة القهر ..
كما يتوفر لدينا ساندويتشات بالذُلّ والخَلّ ..
في كمان مياه آسنة برائحة الأجندة الخارجية ..
في مضلات مثقوبة تسمح بسقوط الحجارة وتمنع الحرية والكرامة من المرور..
في لبن زبادي مُنتهي الصلاحية وبأسعار تناسب الأعضاء الجُدد لدكاكينكم ..

أيها السادة الأحزاب

نتيجة لما سبق فقد ظهرت الأشباح والخفافيش مجددًا وبدأت النفخ في القربة المقطوعة، ومع صب زيت الفتنة على نار الغلاء والأسعار والضرائب، في أثناء ذلك ها هو الطابور الخامس يتقدم الصفوف ليأخذ دوره الذي يليق به .

مقالات ذات صلة

وأنتم أيها السادة في مواقع القرار

اتقوا الله بالأردن وشعبه، ومن يعيش بيننا على ترابه الغالي، فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزُبى، واعلموا أن أموال الدنيا كلها مجتمعة لا تساوي لحظة استقرار واحدة تتبدد لا سمح الله في هذا البلد، فنحن نفترش الفساد ونلتحف الظلم، ونأكل الثرى على أن لا يصيب هذا الوطن أي مكروه، فالشعب كما تعوّد على الدوام يقف كالصقر يفرد جناحيه من الجنوب إلى الشمال، وعينه على أمنه واستقراره ومستقبل أولاده .

وخطورة الأوضاع داخليًا وخارجيًا لا تخفى على احد، والوضع الداخلي على وجه الخصوص يتطور بوتيرة غير مسبوقة، حراكات وندوات ومحاضرات، و وسائل التواصل تزخر بالتحذيرات والصرخات بأشكال وألوان، وتوالي الرسائل الموجهة لولي الأمر تحديدًا تكشف جميعها عن شعور متنامي بالمخاطر المحدقة وتوترات لا يمكن الاستهانة بها أو التغاضي عنها .

في ضوء ذلك وأمام هذا المشهد المرعب ناهيكم عن الرمال المتحركة من حولنا والنار التي تلتهم بلدان شقيقة وتقترب منا شيئا فشيئا، وأمام تغير الخارطة الديمغرافية في الأردن بشكل كبير وازدياد المخاوف التي لم تعد مجرد مخاوف بل أضحت شررا يتطاير ليحط نارا على المجتمع الأردني بكل مكوناته، أمام هذا كله وغيره، فنحن بلحظة تاريخية أحوج ما نكون فيها إلى التفكير جديًا خارج الصندوق المعتاد، وبحاجة ملحة إلى توافق وطني يجتمع حوله كل فئات المجتمع بكل توجهاتها ومشاربها ليشعر الجميع بأنه شريك في القرار .

أذكركم وأذكر نفسي بأن الشعب الذي حمى وطنه طيلة فترة الربيع العربي وثوراته يستحق أن يكون صاحب رأي ومشورة وهو مؤتمن على كل شيء في هذا الحمى العزيز على قلوبنا جميعًا .

حمى الله هذا الوطن وشعبه المتعب الصابر
اللهم هيئ لنا أمرنا رشدا واجعل لنا مخرجا

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى