عندما يخلف الحاكم وعوده . . ! / موسى العدوان

عندما يخلف الحاكم وعوده . . !

الكاتب المصري أدهم الشرقاوي يسرد في كتابه أحاديث المساء القصة التالية :

” رجع الحاكم إلى قصره في ليلة شديدة البرودة. ورأى عند باب القصر حارسا كبيرا في السن ( قد يكون من المحاربين القدامى ) واقفا بملابس رقيقة. فاقترب الملك منه وسأله : ألا تشعر بالبرد ؟ فرد الحارس : نعم أشعر بالبرد، ولكني لا أملك لباسا دافئا، ولا سبيل لي إلاّ أن أصبر. فقال له الحاكم : سأدخل إلى القصر الآن، وأطلب من أحد خدمي أن يأتيك بلباس يُدفئك. وما أن دخل الحاكم إلى القصر حتى نسي وعده.

وفي الصباح كان الحارس قد فارق الحياة، وإلى جانبه ورقة كتب عليها، أيها الحاكم : كنت أتحمل البرد كل ليلة صامدا، ولكن وعدك لي بالملابس الدافئة سلب مني قوتي وقتلني . . !
* * *
التعليق :
العبرة من هذه القصة القصيرة هي : أن الناس . . يبنون أحلاما على وعود الحاكم– أي حاكم – والتي قد تكون استرضاء آنيا لا يعرفون حقيقته، ولكنهم يبنون أحلاما كبيرة عليها. ثم لا يلبث الحاكم أن يخلف وعوده بقصد أو بغير قصد. وبغض النظر عن السبب، فعندما يخلّ الحاكم بوعوده، فإنه يهدم آمال الناس ويدمر حياتهم . . !

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى