عمان ورام الله.. بخندق واحد / عمر عياصرة

عمان ورام الله.. بخندق واحد

ببساطة ودون تعقيد، عمان ورام الله بحاجة لبعضهم البعض، حاجة ماسة غير مسبوقة في الحاحها، فهناك تسارع محموم في مسارات القضية الفلسطينية، وهناك تشابه في الضغوط الواقعة على الطرفين.
انها لحظة متشابكة، لا يستقيم معها الا ان تفكر عمان ورام الله بالوقوف في خندق واحد، من ناحية التنسيق، وتعريف التحديات وبناء الممكن والمستحيل في ادبيات المرحلة المقبلة.
موقف الرئيس محمود عباس من مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، متقدم واستثنائي، يمكن البناء عليه والاستثمار فيه، لا سيما، اننا على قناعة بانه لا يمكن ان تمر اية مخططات دون مباركة فلسطينية.
الفلسطينون يرون في موقفنا وبوصلتنا ايجابية يمكن التعويل عليها، فالمساحات المشتركة، وتعريف الخسائر تكاد تكون متطابقة، وهذا يعني اننا قريبون من التنسيق والتوافق وتشكيل تحالف موقفي معقول.
صفقة القرن فيها انهاء لحقوق الفلسطينيين وتجرؤ على هوية الاردن، تلك معادلة واضحة لا تحتاج الى تورية، وهنا يكمن سر الرفض، وضرورة التنسق، لا بل يمكن ان نشكل معا جبهة رفض تسقط الصفقة بالقاضية الناعمة.
دعونا نعترف ان ثمة كيمياء قديمة بين الاردن والسلطة، اصابها برود على فترات متقطعة، لكنها لا زالت قيد القابلية للتسخين والتفعيل والاستثمار.
من هنا ادعو دولتنا، ان تكون قريبة من رام الله، تساند موقفها، وتشاركها في اقتسام الهم، فالكل يعلم ان ضغوطا تمارس علينا وعلى الفلسطينيين للقبول بالصفقة، يجب ان نقاوم، فلا نقاش في مصالحنا الحيوية ولا عليها.
في عمان، علينا ان ندرك تماما، ان الخيارات ضاقت، وان تمسك الطرف الفلسطيني بموقفه الرافض هو طوق نجاة لنا، من هنا علينا النزول للخندق والوقوف مع الفلسطينيين فهم حلقة ضعيفة، لكنها الاقوى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى