على ماذا يتفق الفيسبوكيون ؟ / عبدالله وشاح

على ماذا يتفق الفيسبوكيون ؟

  المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً “الفيس بوك”، يلمس مدى تضارب الآراء والمواقف في المجتمع الاردني، ويلاحظ مدى ارتفاع سقف التعبير لدى بعض المستخدمين، وكذلك يرصد العديد من التجاوزات من خلال الاعتداء على الحرية الشخصية للآخرين، واستخدام الالفاظ النابية واغتيال لبعض الرموز والشخصيات، حتى “الكوميديان” لا يتفق عليه اثنان فمنهم من يصفه “بالنهفة” ومنهم من يصفه “بالزناخة”، فتكاد لا ترى اجماع على رأي واحد نهائياً.

خلال هذا الاسبوع لاحظت ثلاث حالات تداولها الناشطون على “الفيسبوك”: الحالة الأولى: زيارة “شيوخ حالهم” لدولة الاحتلال الصهيوني: على الرغم من ان معظم المستخدمين استنكرهذه الزيارة، الا ان بعض المستخدمين اعتبروها حرية شخصية، وان العديد من السياسيين يزورون دولة الاحتلال، بل يوجد مصالح اقتصادية بينهم فلماذا لا يتم توبيخهم ايضاً؟وذهب اخرون بالقول بأنه بوجود معاهدة السلام لا مانع من مثل هذه الزيارات…

الحالة الثانية: خبر خطبة مجدي الياسين: على الرغم من حساسية الموقف كون السيد مجدي شقيق الملكة، الا ان رواد المواقع الاجتماعية انقسموا كذلك بين مهنئ وبين ساخط، ففي تعليق لأحد المستخدمين كتب فيه بأن “نقوط” العريس واصل من زمان من شركة امنية واراضي الديسي، اشارةً منه الى ضلوع العريس في قضايا فساد، وفي تعليق اخر يصف العريس بأنه يستحق اجمل من العروس متمنياً للعروسين الرفاه والبنين، وتعليقات اخرى تتعجب من التعليقات السابقة وتصفها بأنها تدخل في حرية الاخرين….

مقالات ذات صلة

الحالة الثالثة: فيديو لقصر زياد المناصير: تداول ناشطون فيديو لقصر المهندس زياد المناصير الذي يتم انشاءه في دابوق، وعرض الفيديو التصميم للقصر ولساحاته بنظام الجرافيك، والدهشة كل الدهشة انني قرأت ما يزيد عن مائة تعليق، وبالمطلق اجتمع نشطاء الفيس بوك على تهنئة ومباركة هذا الرجل، فمنهم من مدح ومنهم من دعا له بالرزق وطول العمر ومنهم من استغاث ….

السؤال هنا لماذا اجتمع جُل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على شخصية زياد المناصير ولم تجتمع مطلقاً على رئيس وزراء او مسؤول الا بالسلبية، الا تعني محبة الناس لك ايها المسؤول شيئاً؟ الم تسمع يوماً بالحديث الصحيح عن نبينا الكريم :” أن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل إني أحب فلاناً فأحبه ، ثم ينادي جبريل في أهل السماء أن الله يحب فلاناً فأحبوه ، ثم توضع له المحبة في الأرض”، الا تريد ان يحبك الله ويحبك خلقه؟ اذا اردت فعلاً ذلك عليك بتقوى الله، والبحث في سيرة العظماء، وان تسلك مسلك المخلصين لله والملك والوطن.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى