عندما يكبر الفساد / جميل يوسف الشبول

عندما يكبر الفساد تزداد كلفة الازالة

لم يشهد التاريخ اعترافا لفاسد بفساده وعلى العكس تماما فان الفاسد في العادة يدعي انه مصلح

ويقنع نفسه بذلك ويحيطها بمجموعة من المقربين المتكسبين المنافقين الضعفاء يزينون له سوء

عمله ويدافعون عنه بحناجرهم التي تقوى وتضعف بمقدار ما يأتيها من اعطيات.

مقالات ذات صلة

لم يقبل العقيد معمر القذافي ان يأخذ المليارات ويقضي باقي حياته امنا خارج البلاد ويسلم السلطة

للشعب لان حجم فساده ليس كبيرا فحسب بل هو فساد عظيم وممتد ويقدر بتريليونات الدولارات

عدا الفساد الاخلاقي والاجرام بحق معارضيه وقتلهم فقتل بطريقة مهينة.

كان بامكان الشيخ الجليل الملك محمد ادريس السنوسي ان يقاتل الضابط المتمرد القادم على ظهر

دبابة اميركية والممتشق لسيف القومية والعروبة زورا وبهتانا لو كان الملك فاسدا ويدافع عن

فساده وفساد عائلته لكن عثمان العصر(تشبيها لموقف سيدنا عثمان ذو النورين رضي الله عنه)

نأى بنفسه عن اراقة دماء الليبيين كما فعل هذا العار في تاريخ ليبيا والامتين العربية والاسلامية.

لم يقبل علي عبدالله صالح ان يسلم السلطة لشعبه ويترك المنصب لاشخاص ثقات يديرون شؤونها

وشؤون شعبها واختار طريقا اما انا واما اليمن فمات ومات اليمن والسبب ضخامة حجم الفساد

الذي قيل انه يزيد على 60 مليار من شعب فقير منهك.

حتى من اتى من خلفية اسلامية والذي امر جيشه ان يقتل المتظاهرين خدمة لفساده الكبير

والمقدر بعشرات المليارات حسب المعلومات الاولية فقد تمترس خلف فساده الكبير وجلس في

السجن باكيا بعد ان حول قوت شعبه الى قصور واستثمارات بالمليارات باسم زوجته .

اما مقولة “اما البلد واما الاسد” فهي وسام مطبوع على صدور كل القيادات العربية وتعيها

الشعوب التي تذوقت طعم الذل واستمتعت به وعليه فاننا امام حالة غير مسبوقة في تاريخ الامة

وتحتاج الى نموذج للحاكم الرشيد الرشيق الذي يعيد لشعبه كل ما اخذ بغير حق دون محاكمات او

اراقة دماء والا فان الشعوب قادرة على اعادة انتاج نفسها والتاريخ يشهد فهل من مدكر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى