عباس الأسرع هرولة / عمر عياصرة

عباس الأسرع هرولة
غم انشغالات السعودية باشتباكاتها الداخلية الطارئة المكثفة، الا انها قامت باستدعاء رئيس السلطة الفلسطينية للحضور للرياض، مع وفد غريب التوليفة ضم في جنباته مدير عام الإدارة العامة للمعابر والحدود نظمي مهنا.
زيارة عباس جاءت بعد لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شرم الشيخ، وبعض المواقع الاسرائيلية ذكرت انه حمل رسالة للسعودية من «مصر والاردن» تتوجس من انفجار صراع سني شيعي، ولا أعتقد شخصيا ان زيارته كانت لهذا السبب.
يدرك محمود عباس بخبرته، ان الرياض اليوم مختلفة، وانها تعمل بتنسيق حميمي مرتفع مع الادارة الاميركية، وتعرف الكثير عن مآلات المخطط الاميركي للقضية الفلسطينية.
نعم قبل زيارة عباس للرياض، كان هناك زيارة مفاجئة أخرى شهدتها السعودية، كَشفتها صحيفة «بوليتكو» الأميركية، بعد حدوثها، وقام بها الثلاثي الأميركي المكلف بعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، نهاية الشهر الفائت، وشملت جارد كوشنير، جيسون غرينبلات، ودانا بَوِل.
من هنا هرول عباس للرياض، حاملا معه المعابر وغزة والمصالحة والتقارب الايراني الحمساوي، قائلا للرياض: افيدوني فأنتم اليوم في وضع يخولكم أن تقولوا الكثير.
حتى اللحظة لا اعرف كم ستتحسس القاهرة من المساحات المتاحة للرياض في الملف الفلسطيني، وكم سنشهد من تزاحم بين الاطراف وضروري ان تكون الاردن من بينها، ولا سيما ان واشنطن واسرائيل بيلعبوها صح.
المشكلة ليست في دخول السعودية على خط الاجراء التنفيذي للقضية الفلسطينية، بقدر كونها داخلة الى هناك من بوابة الصراع مع ايران وتقليص نفوذ طهران، وهذا قد يصب في مصلحة اسرائيل على حساب الفلسطينيين والاردن.
هنا يكمن القلق، واظن ان الاردن معني بهذا الامر، فالغياب خسارة كبيرة وذبول، فحين يحمل عباس معه في زيارته الرياض مدير المعابر، علينا ان ندرك كم هو وزننا غربي النهر، وكم سنبقى مترددين في الاشتباك مع ملفات تعني لنا الكثير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى