عاجل إلى نواب الولائم والعزايم / نصر شفيق بطاينه

عاجل إلى نواب الولائم والعزايم

يفاجأ المواطنون كل يوم والثاني على صفحات الأخبار المختلفة بعناوين إخبارية تفيد أن النائب الفلاني والنائب العلاني قد أقاموا وليمة كبرى عليها ما لذ وطاب من الطعام والشراب على شرف رئيس وأعضاء الحكومة الموقرة حضرها الوزراء وبعض الأعيان ولفيف من النواب أو وليمة أقامها احد النواب على شرف شخصية ما ( التفاف غير مباشر لدعوة الحكومة ) وحضرها رئيس الحكومة والوزراء وتم تبادل المأكولات البينية بينهم وتبادل أطراف الحديث بينهم بشأن الثقة وأحوال مجلس النواب والتعارف بين النواب والوزراء لتجسير الفجوة بينهم وتسهيل عملية الحصول على الثقة .جاء في واجبات النائب في الدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب ان وظيفة النائب الرئيسية هي التشريع والمراقبة والمحاسبة وغيرها من الواجبات ,وبحثت في الدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب ولم أجد أي بند أو واجب مباشر غير مباشر أو حتى اشاره خفية تنص على إقامة النواب ولائم للوزراء وتكريمهم.

سنتجاوز الدستور ونمشي مع العرف والعادة التي سادت وشاعت في مجتمعنا وفي أروقة مجلس النواب والنواب بعمل الولائم ودعوة مسئولي الحكومة إليها هذا في العادة يحصل بعد حصول الحكومة على الثقة ويطمئن الوزراء كل على منصبه وتبدأ مسيرة طلب وحصول النواب على خدمات من الوزراء لدوائرهم الانتخابية وناخبيهم , أما أن تبدأ العزائم والولائم قبل حصول الحكومة على الثقة فتلك والله ثالثة الأثافي وتضاف ثامنة إلى عجائب الدنيا السبع الجديدة .من المفروض في هذه الفترة أن يقوم الوزراء بالتقرب من النواب والتواصل معهم لغاية الحصول على الثقة أما العكس واخيبتاه …وواسفاه …
اغلب الاستطلاعات التي جرت قبل الانتخابات كانت تتوقع ان المجلس القادم لن يكون أفضل من السابق وأنا معهم وهاهي طلائع النصر تلوح في الأفق , وأقول وأوجه كلامي إلى كل الذين كانوا يعارضون وينتقدون الناخبين الذين كان يبيعون أصواتهم مقابل مبلغ مادي يسد فيه جوعه وبعض فقره هل عرفتم الجواب الآن ؟ وهو وكما قلنا سابقا ان النائب سيبيع الناخبين مع أول جلسة برلمان ومع أول ابتسامه من قبل رئيس الوزراء في وجه النائب المحترم ومع أول دربلة منسف .
كنت قد زرت مع أولادي وآخرين ثلاثة من نواب اربد للتهنئة وعند سلام الوداع قلت للأول ومتوقعا منه وآملا ان يكون قريبا من المواطن ويناكف الحكومة بأن لا يكون في صف احد رؤساء مجلس النواب السابقين في التصويت فقال توكل على الله أما الثاني والثالث لم اطلب منهم ذلك مما أثار احد الأولاد وسأل لماذا لم تطلب منهم كما طلبت من الأول فقلت له لأني واثق تماما أنهم سوف يصوتون لذلك النائب حتى لو طلبت منهم ذلك وها هو احدهم قد دخل الكتلة المعنية والثاني لا يزال يرفرف ولا بد أن يهبط قريبا من الموقع ونقول للحكومة مهنئين ومباركين بالمجلس الجديد خلا لك الجو فبيضي واصفري .
إذا كانت هذه بداية النواب مع الحكومة لا ندري ما تكون النهاية مع المواطن أرجو أن أكون مخطئا وأحسن الله مسعى المواطنين وعظم انجازهم ولا حول ولا قوة الا بالله .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى