ظهور عادي لدولة الرئيس / عمر عياصرة

ظهور عادي لدولة الرئيس

«لا يملك حضورا».. عبارة تختصر ساعة كاملة تواجد فيها رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي على شاشة التلفزيون الاردني ضمن برنامج ستون دقيقة.
يقال في الكواليس إن اللقاء التلفزيوني تم الاعداد له مسبقا بهدوء، ليخرج الى العلن بدون صواعق تفجير، وبإعلان واضح ان هناك قرارات غير شعبية.
حاول الملقي ان يكون رئيسا شعبيا، لكن للأمانة لم يفلح، فخلفيته الطبقية لن تسعفه، وحديثه عن «معلبات السردين والتونا» لم تلق التصفيق نهائيا، كما ان الناس استيأست من المصداقية المزيفة.
الرئيس كان مراوغًا؛ فقد انتج خلطة مقصودة، جمع فيها بين «انتقاداته لإدارته ومؤسساته» وبين اجراءات شكلية هامشية «عدم التجديد لمن هم فوق الستين واصحاب المعلولية»، محاولا اقناعنا انه متقشف واصلاحي.
ثم بعد ذلك لم يكن واضحا وحاسما بشأن تحصيل 450 مليونًا، فلم يثر زوبعة، لكنه مرر في المقابلة عزمه على رفع الضرائب والرسوم.
لم يتباك على الاقتصاد، اظهر اننا على ما يرام؛ بمعنى انه لم يمارس المنطق التخويفي، واكتفى بلغة المحاسبين المجردة من السياسة.
الرئيس في لقائه اعلن انه تسكيني، وان معالجاته ليست نهائية، كما انه لم يعلن امتلاكه برنامجا استراتيجيا يعالج فيه البنية الاقتصادية الاردنية من اعماق ازمتها.
انا ارى ان الملقى رئيس معقول في موضوع النزاهة، لكنه نسبي تمريري، لن يذهب الى العراك المباشر مع منظومة الترهل والفساد.
على كل الاحوال، كان اللقاء عاديا، لم يثر غضب او اعجاب الناس او حتى اهتمامهم، فالاردنيون قلقون بطريقة اعمق من ان يبددها رجل بحجم هاني الملقي.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى