توبة سعد / رامي علاونة

توبة سعد

كان دائما يفكر بالتوبة، لكن سرعان ما تمنعه نفسه الأمّارة بالسوء من ذلك كلما ‘نَبَز’ له برعم صغير من ضمير.

خرج مرة في نزهة، وترجل من سيارته و طفق يمشي في العراء وهو يفكر في أمره، فقادته قدماه الى تلة صغيرة تربعت على قمتها خيمة صغيرة.

نادى من خارج الخيمة، فلم يجبه أحد. دخل الى الخيمة، فإذا بشيخ كبير ذي لحية بيضاء بدت عليه علامات الزهد والحكمة.

مقالات ذات صلة

قرأ صاحبنا عليه السلام، فرد عليه الشيخ بأحسن منه، وسأله اذا كان له حاجة.

صاحبنا: سلامتك يا عم، بس كنت ماشي وشفت الخيمة. قلت اشوف اذا فيها ناس….مهموم يا شيخ و بدي حدا أفَضفِضله.
الشيخ: خير ان شاءالله؟ شو قصتك؟
صاحبنا: انا مسؤول كبير في الدولة، وشغلت كثير مناصب.
الشيخ: أنعم وأكرم! هذا مفروض يكون شي ايجابي الك. خدمة الناس ومراعاة مصالح الأمة باعث على الفخر وراحة الضمير.
صاحبنا: مزبوط يا شيخ، بس انا تعبان.
الشيخ: شو تاعبك؟
صاحبنا: دايما بسرق من أموال الشعب، وبعمل شركات، وأعمال خاصة، وبستفيد من وظيفتي. ظلمت ناس كثير، وأخذت حقوق ناس كثير. لكن دايما بفكر بالتوبة, بس الشيطان العرص بمنعني.
الشيخ: إذا المشكلة بالشيطان، شو ممكن أنا اقدر اسويلك؟
صاحبنا: قلي يا شيخ… ممكن واحد مثلي يتوب؟!
الشيخ: بتعرف سعد لمْجَرَّد؟
صاحبنا: بسمع فيه…هذا مغني مغربي مقيم بفرنسا.
الشيخ: شو بتعرف عنه كمان؟
صاحبنا: بقرأ بالأخبار انه دايما عليه قضايا وسخة…كل ما يطلع من قضية بيفوت بقضية جديدة.
الشيخ: كْوَيِّس انه بتعرفه.
صاحبنا: بس شو دخل قصتي بقصة سعد.
الشيخ: إذا سعد بيتوب انت بتتوب!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى