طريقة عربية في تطويع التكنولوجيا / يوسف غيشان

طريقة عربية في تطويع التكنولوجيا
قالت الفتاة لخطيبها:
– أكيد أنت بتفكر في.. ياحبيبي.
– طبعا بفكر فيكي؟
– حسن… كيف تفكر بي؟
– مثل ما بتفكري انت، بالضبط.
– عيب عليك،واحد سافل.
لم تعد مثل هذه النكات مضحكة بعد اليوم إذ يقول العلماء بأنهم تمكنوا من رصد أفكار البشر عبر أشعة معينة تسلط علي المخ، وقال احد العلماء المشاركين بأن نتائج الدراسة تثبت مبدأ، أن أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي يمكن أن تقرأ الأفكار.
لكن العالم قال، إن الطريق مازال طويلا حتى نستطيع قراءة افكار الناس، لكننا سنصل إلى هذه المرحلة يوما ما بعد ان حددنا مدى ارتباط أشعة الدماغ بالنشاط الكهربي للمخ.
أقصى أمنياتي – ولأسباب أنانية – أتمنى ان لا يتم هذا الاختراع خلال حياتي، أو على الأقل، أن لا يصل إلى الحكومات العربية خلال تلك الحياة الفانية…حياتي.
خذوا حبوب التمييع الخاصة بمرضى الجلطات، وتخيلوا ما سوف يحصل حينما يصل هذا: الاختراع، الذي كان الأصل (منه مساعدة مرضى الشلل الدماغي)…حينما يصل إلى عالمنا العربي.
طبعا، سوف يصل الاختراع إلى المراكز الأمنية قبل وصوله للمراكز الطبية- اذا وصل اليها اصلا- وسوف يتم في معظم الدول العربية انشاء دوائر عامة لقراءة افكار الناس وتحليلها واتخاذ الاجراءات المناسبة ضد اصحاب الافكار المناوئة للحكومات، فقد ولى عصر انتظار الناس حتى يقوموا بأعمال منافية للقانون أو معارضة. للحكومة، لا بل علينا محاسبتهم قبل تحويل افكارهم وأحلامهم إلى ممارسة واقعية.
سوف يغير الحاكم العربي القوانين ليحاكم شعبه على التفكير والتخيل والحلم، وهذه ما يعتبرها اقصي درجات الحكمة والحصافة وسداد الرأي والرأي (الآخر).
وسوف يجد الحاكم العربي من المثقفين والكتاب من يدافع عن هذه الطريقة الجديدة، باعتبارها تحمي المواطن من التفكير السيئ، وتوفر على الميزانية المليارات، التي قد تضيع على جهود مكافحة الشغب والأحزاب والمعارضة، وتوفر ايضا الوقت على البرلمانيين، الذين يضيعون أوقاتهم وأوقات الحكومات في اعتراضات سفسطائية،لا داعي لها،بعد وصول هذا الابتكار العظيم.
لا داعي بعد الآن للسلطات الأخرى(تشريعية تنفيذية قضائية، بطاطا مقلية) اذ سوف يتم الغاء كامل المسافات بين السلطة والشعب، ما دام هذا الاختراع يوصل كامل الافكار لصناع القرار ويتم التصرف فورا لمعالجة أية مشكلات قبل ان تحصل.
طبعا سوف يظل مرضى الشلل الدماغي يعانون كما في السابق، لأنه لا خوف منهم.
هذه هي الطريقة العربية في تطويع التكنولوجيا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى