رجال عهد الملك حسين «قلقون» ويشعرون بالاغتراب في «المملكة الرابعة»: السفينة قد «تغرق» والمديونية «خطيرة»

قد يحظى مفكر سياسي أردني من وزن عدنان أبو عودة رئيس الديوان الملكي الأسبق بلقب أول من يقرع علنا الجرس وهو يتحدث بتشخيص لافت عن «السفينة التي تغرق» عندما يتعلق الأمر بالوضع الداخلي.
لكن الثابت أن نخبة من أهم وأرفع السياسيين وشخصيات الزعامة في البلاد تشاركه – اي أبو عوده – مشاعر الإحساس بالقلق والخطر.
أبو عودة وقبل حديثه لوكالة «قدس برس» عن «السفينة التي تغرق» وعلى هامش نقاشات معمقة مع «القدس العربي» تحدث مراراً وتكراراً عن ضرورة التفريق بين «البلد والدولة» مشيراً لإن المفهوم الحصري للدولة في العهد الحديث هو «دولة القانون» حيث لا توجد تعريفات موازية تعارف عليها علماء الاجتماع والسياسة.
مقاصد الرجل ظاهرة للعيان وواضحة وهو يحاول على طريقة الروائي الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني «طرق باب الخزان» للفت الانتباه لأزمة الإدارة التي تستعصي كما يرى أحد المراقبين.
يحاول كثيرون وبأساليب متنوعة طرق باب نفس الخزان خصوصا وان مقولة وجود شخصيات «غير محترفة» وخفيفة بالمعنى السياسي حول القصر الملكي التي أشار لها أبو عودة تتسق مع ما نقل سابقاً عن انطباعات شخصية محنكة من طراز عبد الكريم الكباريتي ألمحت لتحشد الشخصيات الضعيفة في الصدارة.
الكباريتي لا يتحدث إطلاقاً في الشأن العام بصورة علنية أو عامة وبحكم أنه من انشط السياسيين في ربع القرن الماضي يحتاج كثيرون للربط بين «ابتعاده» عن واجهة النقاش العام وتكثف مشاعر فئة من أبرز اللاعبين السياسيين في البلاد خلف ستارة الإدارة والحكم لصالح طبقة جديدة مخلطة من المسؤولين ما بين الليبرالي- في الاقتصاد فقط دون السياسة- والمحافظ.
بهذا المعنى لا يعاني الكباريتي من الشعور بـ»الوحدة» مع مستوى كبار الساسة المبتعدين تماماً عن الأضواء والزاهدين الضجرين حتى بالتعليق السياسي.
شخصية من حجم ووزن طاهر المصري تجلس منذ عامين ونصف خارج مواقع القرار الوظيفي تجتهد في الحرص على إدامة بقاء كبار الساسة قدر الإمكان في مستوى «المشاركة وإسماع الصوت».
المصري حاول تحفيز شخصيتين من الوزن الثقيل مؤخراً أملاً في عدم ترك الساحة وتأسيس مشاركة يطلبها الوطن كما يرى حفاظاً على الدولة والنظام حيث زار كل من الرئيس الأسبق للوزراء عون الخصاونة ونظيره أحمد عبيدات.
الخصاونة بدا مهتما بإعتزال أي مبادرات سياسية في الساحة والمجتمع هذه الأيام ليس زهدا بالأضواء فقط ولكن ترفعا عن العمل غير المنتج ايضا .
والرجل- الخصاونة- مهتم اليوم بالعمل مع المنابر الدولية والأممية التي تطلب خبرته حيث محاضرات في جامعات عالمية كبيرة وعضوية في لجان أممية حقوقية بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة وحيث تشخيص لا يخفيه على هامش نقاش مع «القدس العربي» يتضمن الإحباط من مستوى النقاش العام.
اما عبيدات فتجاوب سلبياً مع اية أفكار حول الاستمرار بعبثية العمل السياسي حتى أنه توقف عن حضور الاجتماعات «التياراتية» التي كان يؤسسها ويشارك فيها تحت عنوان التغيير.
في مستويات ونكهات مختلفة ضمن طبقة قدامى السياسيين يمكن ترصد ملامح «العتب» والغضب أحياناً عند اخرين فعبد الرؤوف الروابده رئيس مجلس الأعيان الأسبق غادر موقعه وهو يعلن للرأي العام بأنه «لا أحد يشاورنا».
والمخضرم عبد الهادي المجالي يقر بوجود مسافة من عدم التواصل والعديد من قدماء الساسة يتحدثون عن مؤشرات ابتعادهم أو إبعادهم عن «المملكة الرابعة».
بوضوح يمكن القول بان الفئات الأكثر شعوراً بالإقصاء تمثل طبقة كبارالسياسيين الذين عملوا في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال.
وبوضوح يمكن القول إن المملكة الرابعة ورثت حملاً ثقيلاً وتميزت بسوء الحظ لكن للتأزم والأزمة أسباباً «واقعية» حتى بالنسبة للجيل الشاب من السياسيين الكبار فالرئيس الأسبق سمير الرفاعي عبر علناً عن القلق من الارتفاع الحاد في المديونية وطالب بتجديد آليات التفكير الاقتصادي.
يعتمد كثيرون في الحديث عن أزمة الأزمات على الارتفاع الحاد في المديونية الخارجية وإنسداد الأفق الإقليمي وتحديات الأجندات في السياسة الدولية بالإضافة لمؤشرات الإخفاق التام في الحصول على ثمن سياسي أو إقتصادي بدلاً من استبعاد نحو مليون لاجيء سوري تحولوا لعبء على الخزينة والبنية التحتية.
لكن حالة إغتراب موازية تعيشها النخب السياسية خصوصاً المعترف بها دولياً وإقليمياً وصاحبة الخبرة الكبيرة في الإدارة السياسية، الأمر الذي تعكسه تخوفات المصري والمفردات الحادة التي أدلى بها أبو عودة والمكاشفات الصريحة للروابده والمجالي وغيرهما.

بسام البدارين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الاردن يغرق و سينهار الاقتصاد خلال سنوات معدوده! هذا كلام المؤسسات المالية العالمية و المتظمات الدولية

    طبعاً ……. يعلم هذا تماماً فهذه معلومات منشورة

    لكن يبدو ان هذا الانهيار هو ما يعمل من اجله صاحب……..في الاردن لتنفيذ مخطط امريكا في المنطقة (بطبيعة الخال لصالح اسرائيل)

    هل تستيقظ شعوب سايس بيكو

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى