ضللتُ الطريق إلى يثرب… / أحمد بني احمد

ضللتُ الطريق إلى يثرب…
بغض النظر عما حدث أمس أو العام الماضي ، و ما قد يحدث غداً ، فاللحظة الحاضرة هي حياته ، لن يبحث عن مفقود و بيده الكثير ، سينسى ما حصل البارحة و ما قبل البارحه و ما قبل قبل قبله ، بالفعل كان النسيان نعمة جميله ، لا يعلم في أي منعطفٍ أظاع نفسه لكنه يؤمن بأنه بدأ يجد نفسه شيئاً فشيئا ، يبدو الصباح جميلاً و بارداً جداً ، لا يبدو مختلفاً تماماً عن أي صباحٍ آخر مُهلك ، ما يميزه عن الجميع بأنه يستيقظ كل صباحٍ فاقداً للذاكرة مبتسماً ، يحب عمله كثيراً و يكره أيام الإجازه فعمله يلهيه كثيراً عن وجعه و يجعله يشعر بأن نبضه حيٌ و روحه نورسٌ حره ، عادةً ما يكون لذكرياته في نفسه التي باتت مشوهةً جزءٌ كبير يقتله إلا أنه ما زال يهرب منها ، و برغم هروبه و شبه نجاته إلا أنه يحاول دوماً إيجاد طريقةً للتخلص من الهرب نفسه ، بات متعب بشكل موحش ، تغدو روحه مرهقةً جداً بعد كل حرب تنظجه ، على الرغم من سنه و رجاحة عقله إلا أنه ما زال يتعلم دروس الحياه فاتحاً صدره لطعنات و يبتسم غير نادمٍ على حرب تنضجته أكثر ، ما زال صامداً هشاً من الداخل و شكلة يوحي بأنه وحش .
#أحمد_بني_أحمد

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى