“ضد مجهول” من نكبة البحر الميت حتى سيول ضبعة وضحايا الحفرة الامتصاصية

“ضد مجهول” من نكبة البحر الميت حتى سيول ضبعة وضحايا الحفرة الامتصاصية
كتب : حازم الصياحين

من سيول ونكبة البحر الميت التي اودت بحياة 21 شهيدا وعشرات الاصابات حتى سيول ضبعة بمادبا التي خسرنا فيها ارواح 13 شهيدا حتى مصيبة خريبة السوق التي راح ضحيتها “أسيد اللوزي” و شاب متزوج حديثا اراد انقاذ الطفلة “لميس” فتوفيا معا بالحفرة الامتصاصية حيث ان تلك الماسي تحصل بلا توقف وتزداد يوما بعد يوم فاليوم لا نجد بواكي لنا جراء ما يشهده المواطن الاردني المكلوم في حربه على الاهمال والتقصير وسوء الادارة وغياب المحاسبة .

الكل بريء … ففي كل ماساة ومصيبة تحصل ويذهب ضحيتها اشخاص ابرياء لا ذنب لهم في وطن تشكل فيه مع كل كارثة لجان ثلاثية واخرى رباعية واخرى هنا وهناك فيما تسارع الجهات المسؤولة والوزراء والمسؤولين بالتنصل واخلاء المسؤولية عقب وقوع كل مشكلة والمحصلة والنتيجة واحدة ” ان لا احد مسؤول عما حدث” وتقيد المصائب ضد مجهول كما هو حال كثير من القضايا اصبحت من الماضي ولا ناخذ العبرة منها بعد ان ظهر الرئيس الرزاز بعد النكبات واطل على الاردنيين بالقول ” ان المهم ان ناخذ العبر والدروس مما يحصل” .

ضحايا النكبات من الاطفال والشبان والنساء هم ارواح بريئة فاحلامهم قتلت وطفولتهم تم وأدها ومستقبلهم اختطف وضاع بلحظة فخلفوا ورائهم عائلات واسر وابناء وزوجات وكل ذلك لاخطاء مستمرة وخطأ لا يريد احد ان يتحمل مسؤوليته فالحلقة المفقودة لن نجدها وستبقى ضائقة لا سيما ان الدولة التي نتغنى بها تفتقد للمؤسسية التي تحدد المهام والادوار والمسؤوليات .
عائلات وذوي الضحايا سيعيشوا بمتاهة لا نهاية لها فصراعهم طويل ومستمر اذا ما ارادوا معرفة الخلل ومكمنه وماذا حصل ومن المسؤول ومن هو المقصر ومن سيحاسب وكل ذلك سيقودهم الى معادلة صعبة ومعقدة لن يجدوا لها اي جواب فالمتاهة لا نهاية لها في وطن احتله ايادي لا مسؤولة تدرك جيدا ان لفلفة القضايا هي اقصر طريق تتبع منذ زمن طويلة خصوصا ان المسؤولين اعتادوا على تقييد اي قضية تحصل “ضد مجهول” .
تلك الماسي التي عشناها كاردنيين خلال الاسابيع الماضية لن تكون الاولى ولا الاخيرة والتعامل بالفزعات سيظل مصيرا محتوما علينا وفرض كخيار على الجميع فمسلسل التقصير وعدم وجود معايير وأسس واضحة في اليات العمل بغالبية مؤسساتنا التي استشرى فيها الفساد الذي بات يتربع على كراسي كثير من المسؤولين والموظفين في ظل غياب المساءلة الحقيقية والمحاسبة فكل ذلك سيبقى عثرة امام التقدم نحو الاصلاح وهو ما سيخلف مزيدا من الضحايا بين الاردنين ما لم تتدارك الامور وتحصل ثورة بيضاء تسود فيها المؤسسية والبرامجية والقانون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى