الانتخابات .. نشاط إلكتروني للمترشحين للتعويض عن صعوبة «اللقاءات العامة»

سواليف

بدت عطلة عيد الأضحى في الأردن عبارة عن وقفة إجبارية في غير مكانها وزمانها بالنسبة لأكثر من 1200 مترشح للانتخابات البرلمانية اغلبهم عبارة عن «حشوات» تهتم بانتهاء الموسم حتى تحصل على العوائد سواء أكانت مالية او اجتماعية او وجاهية.
أكثر الأردنيين تذمراً هذه الأيام من عطلة العيد هم طبقة المترشحين للانتخابات فنشاطاتهم الانتخابية تجمدت على نحو كبير وتلك الصفقات التي تتم عبر المندوبين والمفتاح وكشوفاتهم ثبتت وهميتها على نحو أو آخر.
عطلة العيد لم تستثمر بصورة منطقية ولم تظهر تلك الحشود المأمولة التي تأتي للمقرات الإنتخابية حتى تهنئ مرشحها بالعيد في دواوين العائلات والعشائر في الوقت الذي بدت فيه اليافطات واللافتات وحيدة ويتيمة وفي الكثير من المواقع لا معنى لها.
البديل الوحيد أمام نحو 250 مترشحاً لديهم القدرات المالية للزحف نحو الانتخابات كانت خلال عطلة العيد التي تستمر في الواقع لأكثر من خمسة ايام هو الاسترسال في الوهم والاقتحام في المجال الافتراضي.
يواجه المترشحون أيضاً صعوبات ملموسة في تنظيم لقاءات عامة ومباشرة مع الجمهور والغالبية الساحقة منهم تواجه الصعوبات نفسها في كسر حدة وإرادة ما يسمى بـ»الإجماعات العشائرية».
المشهد يكرس القناعة بأن انتخابات القوائم التي وصفها المخضرم طاهر المصري بانها «وهمية» وجدت مكاناً مفضلاً للإقامة والاستعراض هو الفضاء الإلكتروني الافتراضي بكل الأحوال. هنا حصرياً تؤكد منتهى بركات المتخصصة بالتسويق الإلكتروني لـ «القدس العربي» أنها تمكنت وخلال يومين قبل عطلة العيد فقط من بيع برنامجها المستحدث للتسويق الإلكتروني لنحو 20 مرشحاً على الأقل، الأمر الذي جعلها في الصدارة وسط رفاقها في شركة متخصصة كمندوبة مبيعات افتراضية. ولسبب أو لآخر تقر بركات بان الحملات الدعائية على وسائط التواصل الاجتماعي توسعت ونمت كما لم يحصل من قبل في تاريخ الانتخابات الأردنية.
المترشحون لديهم قناعة اليوم بأنهم يستطيعون الوصول لأصوات ناخبين من طراز معين هم مجاميع «شباب الديجتال» الذين يمكنهم التأثير في المجريات والذين يخطب ودهم اليوم مئات المرشحين.
يظهر ذلك حقائق عدة ووقائع موسمية ومستجدة برأي وليد سلامة خبير التسويق الإلكتروني أهمها شعور الجميع بضعف نسب الإقتراع المتوقعة ووصولها لمستويات غير مسبوقة من الإنخفاض.
والأهم إنطباع المرشحين المتكرس بصعوبة التواصل اليوم مع الناخبين التقليديين خصوصاً بين العشائر والأنماط التقليدية والمحافظة حيث زاد القانون الجديد للإنتخاب عدد الذين يحق لهم الإقتراع بنسبة كبيرة بعد دخول كل من يتجاوز عمره الـ 17 عاماً.
لأن الانتخابات تعتمد اليوم على الكشوفات والمندوبين فقط بمعنى عدم حصول مواجهة مباشرة بين الناخب والمترشح انتعش سوق الدعاية على الشبكة الافتراضية حيث مقابلات وسجالات وبرامج دعاية على «فيسبوك» و»تويتر» وغيرهما وحيث شبان صغار وأحياناً مراهقون لا علاقة لهم باتجاهات عشائرهم وعائلاتهم التصويتية يتحكمون بهذا العالم حسب الخبير سلامه.
عليه يمكن القول ان كثافة الحملات في العالم الإفتراضي سياسياً تعبير في أحد جوانبها عن أزمة مقاطعة الانتخاب ذاتياً وعن يأس المترشحين جميعاً من الوصول لتجمعات سكانية وسعيهم للاختراق عبر الوسائط التواصلية الافتراضية. من هنا برزت طبقة من المحترفين الشباب الذين يحصلون على مبالغ مالية كبيرة مقابل خدماتهم الإلكترونية حصرياً رغم عدم وجود ادلة مختبرة سابقاً على ان ذلك يمكنه التأثير في المجريات على الأرض.
يعكس ذلك بصورة مغايرة اليأس المتنامي لدى المترشحين في عمل اي شيء يمكنه ان يؤدي للتأثير خصوصاً بعد القناعة بان الوصول عبر الوسائط اسرع وأقل كلفة من نشر إعلانات الدعاية تحت سوط الابتزاز المالي في المواقع والمنابر الصحافية والإعلامية.

القدس العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى