نقص الكرامة المكتسبة عند العرب ! / د. محمود الحموري

نقص الكرامة المكتسبة عند العرب !

أحسست بنقص في الكرامة العربية المكتسبة والقيمة المضافة اليها في يوم ذي قار، والرد الصاعق المزلزل في الرسالة الجوابية لهارون الرشد على ظهر رسالة نكفور عظيم الروم، والذي خاطبه فيها بكلب الروم، ومعركة فتح عمورية وإصرار المعتصم الخليفة العباسي على استعادة كرامة الفتاة العربية الهاشمية غير منقوصة …
وقد حزنت من شدة القهر بعد أن استمعت لتسجيل للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” وخلاصته تقول ان مجتمعات دول عربية بعينها فاسدة ولا تستحق ثروة احتياطي النفط في باطن أراضيها والتي حددها بالعراق، كثاني احتياطي نفط في العالم بقيمة 15تريليون دولار، وفي السعودية كما قال السيد ترامب، انها تملك اول اكبر احتياطي نفط في العالم، حيث وصف ثروت النفط فيها بأنها هائلة واكثر بكثير من احتياطي نفط العراق …
وفي نفس التسجيل المصور افصح الرجل، بأنه اي “ترامب” بحاجة عاجلة إلى ترليون ونصف ترليون دولار كغنيمة حرب من احتياطي بترول العراق لتدبر امر مشاريعه الطارئة في بلده.
وقال رئيس أقوى رئيس دولة في العالم – وهو يستهزئ- من السعودية والعراق قيادات وحكومات وشعوب، بإن هذه الدول تعتبر نفسها ذات سيادة، وكرر جملة (Sovereign States) “دول ذات سيادة” ثلاث مرات، وهو يتحدث للصحافة العالمية ويتمسخر ويضحك، وجمهوره يوافقه على استهزائه ويضحك ويصفق له على ما يقول … ويضيف الرئيس الامريكي بقوله إن هذه الثروة هي في الواقع عبارة غنائم لدولته، أمريكا طبعاً، وسيستفيد منها اصدقائها مثل بريطانيا وبعض الاوروبيين الذين حموا كل من العراق والسعودية بقواتهم واروح جنودهم من الإرهابيين والمارقين على القانون على الارض العربية …
لم اسمع لغاية الآن مع الأسف، وكنت أتمنى أن اسمع، او أشاهد، اي رد من أولياء أمور تلك الدول العربية وحكامها ولا من الإعلام فيها ولا حتى من اي مندوب من وزارة خارجية او سفارة تايعة لهم، او حتى بواسطة ناطق اعلامي او صحفي مغمور، ولو حتى رفض الكشف عن اسمه خوفاً على دولته من عتب وبطش الامريكان او على فقدان منصبه …
عجبي وعتبي وألمي الشديد على أمتي وحكام امتى، كيف تستكين ولا ترد، لا بل وتخاف من مجرد جر الحبل لها فتحسبه أفعى وتلتزم الصمت الرهيب !
ولكني وجدت من المناسب، ولكي اريح نفسي، فقد اسميت هذه المرحلة – يا ابناء عروبتي وجلدتي- بأنها نقص او فقدان في الكرامة العربية المكتسبة، منذ احتلال فلسطين ومن ثم ضم القدس وقصف طرابلس الغرب واحتلال بيروت وبغداد وقصف كل الاراضي في سورية الخير … ونقص وفقدان المناعة تلك قد تتسبب في النهاية بحالة انهيار وقد تكون حالة وفاة سريرية لا ينفع معها محاولات الإنعاش ولا الإنقاذ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. حكوماتنا العربية تستعذب التبعية ياصديقي!!سلمت وسلم وعيك واليراع!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى