صوت داعش يصمت للأبد ..هل تموت الذئاب المنفردة التي كان يخاطبها ويدربها .. وماذا عن البغدادي !

سواليف : غيث التل

صمت الصوت المرعب لتنظيم الدولة والذي طالما رافق اشرطته وتسجيلاته منذ تأسيسه.

وهو ذاته من ادار من بعيد عمليات التنظيم في عدد كبير من دول العالم سواء كان بذلك بصورة مباشرة او عبر توجيه التعليمات والرسائل الصوتية والتي كان اخرها قبل شهر رمضان عندما دعا أنصار التنظيم لعدم التردد في قتل المدنيين بما أسماها دول الكفر وطلب منهم جعل رمضان شهراً للجهاد وكان الرد بعمليات متعددة في دول مختلفة من العالم خلفت ضحايا كثر.

(أبو محمد العدناني) او “صوت الدولة” صمت للأبد إثر غارة استهدفته هذه المرة وبعد ان نعاه التنظيم رسمياً يكون التنظيم فقد فعلا اهم القادة الكبار في منظومته والرجل الثاني فيه والأول على الأرض وفي مخاطبة الأنصار ولم يتبق من قادته المعروفين والمشهورين سوى خليفته (أبو بكر البغدادي)

ماذا تعني خسارة العدناني؟

يقول الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية ومؤلف كتاب “تنظيم الدولة الإسلامية” حسن أبو هنية ان مقتل العدناني يشكل خسارة كبيرة للتنظيم وبالأخص انه كان يمثل صوت تنظيم الدولة وناطقاً باسمه ويعتبر والرجل الثاني في منظومة “الدولة” والرجل الأول في سوريا بعد مقتل أبو علي الأنباري

ويشير هنية إلى ان العدناني هو المسؤول عن جميع العمليات الخارجية وكانت له مهام متعددة (عسكرية وأمنية وإعلامية) وبالتالي فإن خسارته يصعب تعويضها امام أنصار التنظيم وقواعده.

لكن هذا لا يعني ان يؤثر مقتله كثيراً فـما يعرف بــ”داعش” منظمة بيروقراطية متماسكة وهيكله التنظيمي صلب وفقد سابقاً مجموعة من القيادات مثل (الكيلاوي، وحجي بكر، والسويدواي، الشيشاني، والأنباري) وغيرهم خلال السنوات الفائتة ومع ذلك بقي قادراً على فرض شخصيات بديلة

مقتل العدناني وأثره على الذئاب المنفردة!

ينوه أبو هنية الى ان مقتل العدناني على الأغلب سيزيد من حجم العمليات الخارجية أو ما يعرف بــ”الذئاب المنفردة” خاصة ان داعش يعتبر منظمة بيروقراطية معقدة ومتماسكة والأهم ان الأشخاص الذين دربهم العدناني كان على تواصل مباشر معهم وعلى سبيل المثال (عبد الحميد أبا عود وصلاح عبد السلام) وهما المسؤولان عن تفجيرات باريس وبروكسل

كما ان كثير من أولئك الذين دربهم سيصبحون أكثر حماسة لتنفيذ العمليات كما يتوقع قيامهم بأعمال انتقامية

ويرجع أبو هنية قلة العمليات التي يقوم بها التنظيم في الفترة الأخيرة يرجع سببها إلى الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها من قبل التحالف الدولي والقوات المحلية على الأرض من اكراد وبشمركة وغيرها ولن يكون لمقتل العدناني علاقة بها.

ذروة التوحش

وحول توقعه بازدياد توحش هذا التنظيم بعد مقتل اهم رموزه على الأرض يوضح أبو هنية ان هذا التنظيم لا يحتاج لشيء ليكون أكثر توحشاً،فماذا سيفعل ليكون أكثر وحشية مما هو عليه الآن مؤكداً انه بلغ الغاية في التوحش وبالأخص عندما يستخدم سيارات لقتل الناس والمدنيين وتفجير المساجد وقطع الرؤوس بالسكاكين واستخدام كل أساليب الموت المروعة

وهنا يشير أبو هنية إلى ان هذا التنظيم لو امتلك قنبلة نووية لما تردد باستخدامها على الإطلاق وهناك توقعات حقيقية ومؤشرات على قيام داعش باستخدام قنابل قذرة ربما تكون كيمائية. فهذا التنظيم لا يمتنع عن استخدام أي طريقة للقتل والانتقام وليس بحاجة لمقتل العدناني او غيره ليزيد من هذا النهج المتوحش

البغدادي هدف قادم

لن يكون الوصول للبغدادي أمراً سهلاً وفي ذات الوقت ليس مستحيلاً فقد استهدف سابقاً وتم الإعلان عن مقتله في السنتين الأخيرتين سبع مرات حسب ما يؤكد أبو هنية.

ويضيف اننا وعند الحديث عن البغدادي نتحدث عن الشخصية الأهم في التنظيم وبكل تأكيد هناك عمليات استخباراتية ومراقبة واستطلاع تعمل عليها قوى التحالف بشكل مكثف لمحاولة اصطياده وبالتالي قد تنجح.

وفي بعض المرات كادت هذه العمليات ان تنجح باقتناص البغدادي الذي أصيب فعلا في بعضها ونقل وعولج فالأمر قد ينجح وقد يفشل ولا يوجد أي حصانات هذا ما يؤكده أبو هنية.

ويبين أبو هنية أن الصعوبة في الوصول للبغدادي تكمن في الفرق بينه وبين باقي قيادات التنظيم التي تم قتلها سابقاً فالأنباري والعدناني وجميع قيادات الصف الأول كلهم في الميدان ولم يكونوا في حالة اختباء وكانوا في حالة اشتباك وتم قتلهم في المعركة وهذا هو الفرق لأن البغدادي لا يشارك بنفسه ابداً

وينوه أبو هنية إلى ان قيادات هذا التنظيم المتوحش ليست قيادات مختبئة ويتم اصطيادها بل أن بعضاً منها مثل أبو مهند السويداوي والكيلاوي فجرا نفسيهما بحزام ناسف كما ان أبو علي الانباري فجر نفسه بالقائم فجميع أعضاء هذا التنظيم بما فيهم قياداته جاهزون للموت دائما وهنا يختلف الأمر عن البغدادي الأمر الذي يصعب المهمة في الوصول إليه

وبعد مقتل كل من ذكر لم يعد هناك شخصيات تتمتع بالشهرة ليبقى البغدادي اخر الشخصيات المعروفة أو المشهورة في التنظيم لكن التنظيم اثبت انه قادر على خلق شخصيات أخرى تحل مكان من قتلوا من قياداته

من قتل العدناني

ينسف أبو هنية في حديثه لسواليف الرواية الروسية ويؤكد ان تبني الولايات المتحدة الأمريكية لعملية قتل العدناني هي الأقرب للصحة
ويشير إلا ما قاله الناطق الأمريكي بان الادعاء الروسي بقتل العدناني ما هو إلا نكتة لا اكثر

فالرواية الروسية بحسب أبو هنية تنسف صحتها بنفسها وقد ورد فيها ان طائرات روسية قتلت العدناني رفقة 40 من القيادات فالعارف بأمور التنظيم جيداً يعلم انه من المستحيل اجتماع 40 من قيادته في مكان واحد، لأن هذا التنظيم يتحرك بقوات خفيفة وسريعة الحركة لا تتجاوز 3-5 اشخاص في أقصاها مهما كان الأمر طارئاً

يقول أبو هنية ان هذه الرواية وحدها كافية لنسف الرواية الروسية كما ان روسيا لا تمتلك التقنيات التي يمتلكها الأمريكان فلا يوجد أي مؤشر سواء من الناحية التقنية والعسكرية او الرواية على قيام روسيا بذلك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى