صدور كتب “مرآة تبحث عن هوية” للكاتب الحسين قيسامي

سواليف

عن دار غراب للنشر والتوزيع بالقاهرة صدرت المجموعة القصصية الساخرة للكاتب المغربي الساخر الحسين قيسامي تحت عنوان “مرآة تبحث عن هوية ”
يقول الكاتب الكاتب المغربي: مصطفى لغتيري في تقديمه للمجموعة

يتميز الفن القصصي عموما بقدرته الفائقة على هضم كل التجارب الإبداعية والتقنيات الكتابية المختلفة، فهو جنس هجين، كما يشر إلى ذلك كثير من المبدعين والنقاد، تجد فيه من كل فن طرف، لهذا كلما ظهر مبدع جديد حاول أن يضع بصمته الفريدة على هذا الفن الجميل، من خلال اجتراح طرق جديد ومتنوعة في التعاطي مع الفعل القصصي، أو على الأقل البحث عن توليفة جديدة مما سبق وتكرس إبداعيا.
وفي المجموعة القصصية “مرآة تبحث عن هوية” للقاص الحسين قيسامي، نلمس هذا التنوع في أساليب الكتابة، من خلال الاغتراف من مرجعيات عدة قصد تحبير قصص، سرعان ما يتعلق بها الذهن والقلب..
هنا نجد توظيف بعض الشخصيات من التراث العربي كقيس بن الملوح وعنترة بن شداد وغيرهما، حاول القاص أن يبعثهما من جديد ليحيوا بيننا لحظات من الزمن قصيرة في عمرها لكنها طويلة وعميقة في دلالتها، وذلك من أجل طرح بعض قضيانا الثقافية والاجتماعية والسياسة، بنوع من الكوميديا السوداء التي تستند على المفارقة، ضالة المبدع القصصي، التي تحقق لنصوصه كثيرا من الدرامية في الكتابة.
كما أن المبدع الحسين قيسامي ولى وجهه قبل التراث الإنساني ليقتبس منه بعضا من آثاره الخالدة لتوظيفها من أجل تحقيق نوع من عمق الدلالة وتعددها، كما فعل مع أسطورة نرسيس، التي تحيل مباشرة على العنوان الذي ارتضاه الكاتب لمجموعته، إنها لعبة المرآة التي تجعل الآخر مضاعفا للذات، تنظر من خلاله إلى عيوبها وحسناتها.
في هذه المجموعة التي كتبت بلغة بسيطة وتبليغية في عمومها بعيدا عن الافتتان بالمجاز والمعسنات البلاغية، مراهنا على التواصل، لامس القاص مجموعة من الثيمات الاجتماعية التي يعاني منه مجتمعنا المغربي، بل وبعض من الهموم التي ترزح تحتها الشعوب العربية عامة، كما لم يفته كمبدع منشغل بقضايا أمته أن يقارب بعض القضايا القومية الملحة، من قبيل القضية الفلسطينية التي كلما طال أمدها استعصت على الحال، كاشفة الوجه البشع والمنافق للمجتمع الدولي، الذي لا ينفك يكيل بمكيالين تجاه قضايا الشعوب المقهورة.
لكل ذلك ولغيره، تتيح المجموعة القصصية” مرآة تبحث عن هوية” للقارئ العادي المتعة المرتجاة، وللقارئ المتخصص فرصة للاطلاع على تجربة جديدة تحكمها الرغبة في التواصل مع المتلقي دون التضحية بالعمق المفترض في النص الأدبي عموما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى