“صحيفة عبرية”: هناك سبب وحيد قد يفجر الصراع بين إسرائيل ولبنان.. ليس الجدار ولا احتياطيات الغاز الطبيعي

سواليف

قالت صحيفة Haaretz إن التحذيرات الإسرائيلية في الفترة الأخيرة كانت كلها حول لبنان، بيد أنَّ وسائل الإعلام الأجنبية ذكرت أنَّ آخر هجوم شنته إسرائيل في الهجمات التي تشنها كل أسبوع تقريباً كان في سوريا.

فمنذ مساء الثلاثاء، الموافق 6 فبراير/شباط، وحتى نهار الأربعاء الذي تلاه، كانت إحدى المنشآت السورية للدفاع والبحوث قرية جمرايا بالقرب من العاصمة السورية دمشق تتعرض للقصف الجوي. وذكرت تقارير واردة في وسائل الإعلام العربية أنَّ إسرائيل قصفت المنطقة مرتين على الأقل. وشُنَّت كذلك غارةٌ جوية على مبنى كبير للدفاع والبحوث بالقرب من مدينة حماة السورية، في سبتمبر/أيلول الماضي، في هجومٍ بدا أنَّه ذو أهميةٍ خاصة.

وتأتي الغارة الأخيرة عقِب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، في العاصمة الروسية موسكو. وما زالت إسرائيل تبدو وكأنها تبعث برسالةٍ إلى الروس والإيرانيين وغيرهم من الخصوم في الشمال، مفادها أنها عازمةٌ على التصدي لتَهديد الأسلحة المتطورة، وخاصةً جهود إيران لتسليح حزب الله بنُظم تُحسِّن من دقِّة صواريخهم.

وجاء الهجوم بعد ضرب نظام الأسد مناطق تابعة للمعارضة في وسط سوريا وشمالها بعدَّة أساليب، من بينها استخدام أسلحةٍ كيماوية قاتلة وغاراتٍ جوية وحشية.

يضيف تقرير صحيفة Haaretz، أن النظام فضلاً عن الجهود الإيرانية والروسية للسيطرة على سوريا بعد انتهاء الحرب الأهلية، في وقف جهود إسرائيل لمنع تسليح حزب الله بأسلحة متطورة. وفي ضوء ذلك يظل السؤال عن كيفية رد إسرائيل على نيَّة إيران إنشاء مصانع السلاح في لبنان بلا إجابةٍ محددة.

مالذي قد يفجر الصراع؟

ورغم التوتر المتزايد تعتقد إسرائيل أنَّ الحكومة اللبنانية وحزب الله لا يسعيان لأي مواجهة بشأن قضية الحدود. إذ إنَّ المصدر الحقيقي للتوتر هو وجود مصانع الأسلحة، واحتمالية لجوء الجيش الإسرائيلي إلى استخدام القوة لإحباط مخططات إيران، وهي خطوةٌ قد تؤدي إلى رد فعل عنيف من جانب حزب الله.

الأربعاء 7 فبراير/شباط، بدأ الجيش الإسرائيلي في بناء جزء من جدارٍ سيمتد على طول الحدود اللبنانية بالقرب من منطقة روش حنيكرا في منطقة الجليل. وسيبدأ العمل وفق صحيفة Haaretz الإسرائيلية قريباً في قسم آخر من الجدار بالقرب من بلدة المطلة، ومن المُقرَّر أن يُبنى الجدار على امتداد 11 كيلومتراً (أي ما يعادل 6.8 ميل) وسوف يستغرق عدة أشهر. وتواصل الحكومة اللبنانية تحذيراتها بشأن تداعيات ذلك (إذ أجرى مجلس الوزراء اللبناني جولةً في المنطقة الأسبوع الماضي)، مُشيرة إلى أنَّ إسرائيل تتعدَّى على الأراضي اللبنانية.

ومنذ انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000، اندلع نزاعٌ على الحدود في 12 موقعاً، فضلاً عن نزاعٍ مُثارٍ على الحدود البحرية بسبب ملكية احتياطيات الغاز الطبيعي. ومع أنَّ الطرفين توصَّلا إلى تسويةٍ في ستةٍ من المواقع المُتَنازَع عليها، لم يتغير موضع علامات الحدود.

وتجري محاولاتٌ لتهدئة الوضع على جهتين: اللجنة الثلاثية مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان والإدارة الأميركية، وذلك بوساطة ديفيد ساترفيلد السفير الأميركي في وزارة الخارجية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى