صباح العيد / حسين محمود حشكي

صباح العيد

كل يوم تفتح الخزانة تنظر إلى الملابس الجديدة والحذاء الجديد ، تقيسها ، لقد قستها حتى الآن ألف مره ، ومشيت بها في البيت آلاف المرات ، ومرت الدهور والعيد يرفض أن يأتي ، وأنت لاتريد أن تحرق المفاجأة أمام أولاد الحارة قبل صباح العيد ولن تضحي بهذه المتعة أبدا، وستصبر حتى تأتي اللحظة المناسبة فتخرج كل مظاهر التجديد مرة واحدة : ملابس جديدة زاهية الألوان ، جيوب عامرة بالقطع النقدية ( الفراطة ) التي تخرج أصواتا تقربك من مظاهر الرجولة ، مشيتك في الشارع التي يصبح لها وقع آخر، إحساسك بالرجولة الذي يدفعك أحيانا لإخراج بعض القطع النقدية وإعطائها لأختك الصغيرة ، حتى لو ندمت بعد ذلك وحاولت الاحتيال عليها لتعيد ماأخذته منك بعد نفاذ مالديك من مخزون القطع في الذهاب إلى السينما، وشراء المفرقعات ، وكل مالذ وطاب من قطع الشوكولاته التي تلتصق في الحلق ساعات قبل أن تذوب ، وفوق هذا كله دراجة أحمد عندما تستأجرها لنصف ساعة أو أكثر لتبتعد ببساط الريح هذا بعيدا الى الوادي حتى تختفي عنك وجوه الأولاد ومعالم الحارة ، وصرت في لجة بعيدة ، ودخلت حارة أخرى والأعين ترقبك وربما تحسدك على ماأنت فيه من نعيم ،،،
وتلك الفتاة الجميلة التي تسير مع رفيقاتها ستمر بجانبها وترفع العجلة الأمامية لتسير على عجلة واحدة ، وسوف تفغر فاها من شدة الدهشة ، وتستطيع ان تكلمها ، فهي لن ترفض رجلاً صغيراً من أبناء الذوات بدراجة تثبت ذلك.
لقد عقدت العزم على الاقتراب منها ومحادثتها ولكن هل تستطيع !؟
تقدم !! بل استطيع .
تضطرب بينما تقترب وتركز نظرك في عينيها ،.
– هيا تشجع فأنت تمتلك الكثير من الجرأة فوق بساط الريح.
تقصر المسافة تقترب منها تسمع خفقان قلبك يزداد ، تشعر بالضباب من حولك، تدور العجلة الأمامية دورة كاملة فتفقد توازنك وتسقط على الأرض .. يختفي من حولك كل شيء تسمع ضحكات من حولك، وتميز ضحكتها ، برودة وقشعريرة تعتري مفاصلك ،
تقف سريعاً ووجهك ينظر إلى الأرض تلملم بقايا أشياء سقطت منك ..وأشياء تعجز عن لملمتها …
وتمضي لتعيد الدراجة الى صاحبها …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى