شهرزاد، الصورة التاسعة، غرباء في زاوية الخطباء / د. محمد حاج محمد

د. محمد حاج محمد
شهرزاد، الصورة التاسعة، غرباء في زاوية الخطباء

تابعت قيثارة الرواية،
ترسم بالكلمات صورة،
وحكاية.
اخذها الضباب ،
إلى شارع استوطن فيه،
البرد ،
ورصيف رصيده مارة،
واضواء وحكايا وبرق،
ورعد ،
ومظلة تقيها المطر،
لا حب وطن،
أدمن السفر،
وطن،
تحلم وتراه في البسمات،
وانوار السيارات،
و طفل عذب القسمات،
وطن تراه في عصف الريح،
في عمق الفضاء الفسيح،
في حسن الكلمات،
و.. و.. وثبات الخطوات.
على رصيف الغربة،
هرعت قطرات المطر،
تداعب وجنات،
وتتراقص لعيون،
تشع وتلمع،
عاطفة حينا،
وحينا جنون،
بلا قيود،
وبلا حدود.
عيون ترحل،
لساحة الزمن،
وتعود تبحث،
عن بقايا وطن،
عنده موانئ هجرتها سفن،
وجذور تبحث عن ساقي،
عن منجل يقتل المحن،
يجلب الحصاد ،
لام تعد العشاء،
وتضحك لطفل،
تغازله وتحبه وتحميه،
شمس الصباح،
ونجوم مساء.
استوطنت كبد سماء،
تشع في قلوب،
فيها مرتع للاحباب،
ولقلوب شمسها،
لاتعرف الضباب،
احاديثها عشق لاغنية،
وولع بامنية،
فيها كل الامواج،
كل السفن والمراسي،
وشمس تلون في المسجد،
والكنيسة والباب والزجاج.
عند الزاوية ،
الف حكاية وحكاية ،
من متسكع ،
او مستهتر،
او من هو عن زيف الكلام مترفع،
عن فكرة، عن عبرة ،
وعن اوطان للحضارة والمسرة.
عند تلك الزاوية كثر
الكلام عن الحضارة،
عن السياسة،
و عن حقوق الدخلاء،
في زاوية الخطباء،
أصوات وأصوات..
قاتلة ماضية كالسيف،
فيها هزائم وفيها انتصارات..
اصوات ساخرة،
تعبث بالحب والتاريخ،
وترمي الحقيقة والحق،
بسهام كذب قاتلة،
عن زيتونة قالوا أنهم زرعوها،
وعن كوفية قالوا أنهم نسجوها،
وعن بسمه قالوا أنهم صنعوها،
وعن وطن قالوا أنهم ورثته،
لينهوا شمس تيه احرقتهم،
و يكتبوا أسفارهم،
ليقرؤوها عند جدار،
قالوا انه قلعة وسوار.
في سوق الكلام ،
ازدادت الثرثرة وازداد الزحام،
زحام أفكار وضحكات وكلمات،
فيها روائح عطرية،
وكلمات من كل النكهات،
كلمات تبحث عن،
الحقيقة وعن السلام،
وخطباء اتقنوا اللغو
اتقنوا فلسفة الوجود،
و كثره الكلام عن
السلام وبلد السلام،
و اتقنوا وبرعوا،
بصلب الاوطان،
وصلب امير السلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى