شهرذاد والصورة الثانية عشرة / د. محمد حاج محمد

د. محمد حاج محمد
شهرذاد والصورة الثانية عشرة

طارق وأين البيارق.

تابعت قيثارة الرواية،
شأنها مع الصورة والحكاية،
وحروف تبحث عن يراع،
عله يخط رسالة،
لتقرع جرسا ،
يوقظ حرسا،
يسرج فرسا،
و من جديد يحرق سفنا،
ينثر رماد ،
يعمد بها رؤوسا،
نسيت خوذة الحرب،
واستكانت لشرب،
كأس المرارة،
وذرف الدموع،
على ملك وأرض ووجود،
ورفات الأصحاب والجدود،
ويفتح عيون غاب عنها النور،
نسيها التاريخ،
وغاب مجدها،
عن السطور،
وهجر غبارها،
نواصي الخيل ،
والليل والحصون والجسور.
صخرة تنادي عاشقها،
بالصمت حينا،
وحينا بقراءة سفر العبور.
أين طارق،
أين ذاك الرمح،
وذاك السيد ،
أين من يداوي الجرح،
من ينثر رماد السفن،
لتنجب سفنا،
بدلا من أن يشعل الفتن،
أين من ينفخ في الرماد،
يعيد البسمة الوردة،
للنهر والمهرة،
ومن جديد يقرأ ،
سفر العودة ،
ويمسح دمعة قرطبه،
ويعيد البسمة و طيب النسمة،
للتلال المتعبة،
لوديان سألت دموعا؟
وبكت جوعا،
وحلمت أن يقرع،
يوسف طبل الرجوع،
لمعتصم يجيب صرخة صخرة،
لأذان علها تسمع ،
صمت وانين صخرة،
جاء من حباها،
وقدم المهر،
واحرق لها سفنا،
انارت ليلا،
وصنعت سيفا،
يكتب مجدا،
يحكي عشقا،
ويبني مكتبة،
و ينير ظلاما ،
تأخر فجره ،
وتاهت احرفه،
عن ابجدية الضاد،
وعن سيف ابن العباد،
وعن طوق ابن حزم،
وحمامة العشق..
وشعراء جوالة ،
روضوا الكلمة،
و اتقنوا في قوافيها،
فنون المبارزة والقتال.

تلك الصخرة لازال وادعه ،
صامدة راسخة،
لاتخلع عباءة طارق،
وفيه هي،
تعلم من المحب ومن المنافق،
ومن القاتل ومن هو،
للتاريخ سارق،
ومن قتل البيارق،
وألقى دماها و اشلاءها،
رخيصة وذليلة،
على طرق طليطله ،
وقرطبة وكل المفارق،
ولا تتمايل لطبول ايزابيلا،
ولاتستكين لقرود تشرشل،
ولا لصناديق بريده الحمراء.
لها حمراءها لحنا وطربا،
لها صلابتها وسيفا دمشقيا
للحب والحرب رفيقا وصديقا.
حمراءها لاتعرف الطوائف
ولاسيفا منكسرا او خائف.
عيونها ترقب المضيق،
هامتها رساله لكل ،
قلم يبحث عن الأصابع،
لحلبة تنتظر المصارع.،
منارة لمن تاهت سفينته
للباحث عن وجوده،
عن اشجاره،
عن اغصانه،
عن واحته وعن ،
من يخط سفرا ،
فيه قيامة من الموت،
من صحراء التيه
لوصايا جديدة ،
فيها تصقل أحجار النيروز،
فيها الف فيروز وفيروز،
تغني للقدس و أمجاد الأمس،
وأخلاق الأمس،
ونخوة بكر ووائل وعبس.
وسماء تحتضن رايه الداخل
عند الوادي الكبير،
عند مياهه،
وترابه وصخوره،
يكون للصخرة ،
وجود وعبور الى الصخور.
الى قمم تعشق مخالب صقر قريش
الى سماء تسكنها النسور،
ولاتمزج بين الإفطار والسحور

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الشكر الجزيل لكم،
    الدكتور محمد من الدكاترة المبدعين دوماً ، من بعد اذنكم أرغب بالتواصل معه فقد كان استاذي بالجامعة منذ 13 سنة. لذا أرجو إعطائي عنوان بريده الالكتروني لسهولة التواصل.
    شكرا جزيلا
    أطيب التحيات

    1. والله يا أخت نهئ أنا أيظا أضم صوتي لصوتك فهو كان أيضا مدرسي وأرغب بالتواصل معه اذا حصلت على بريده بلغيني لوسمحتي

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى