كتب …د. عبدالفتاح طوقان
الرسالة الوحيدة بخط اليد التى كتبها المرحوم ذوقان الهنداوى ( طيله حياته) لكاتب في االصحافة الاردنية ، و لا اعتقد ان هناك رسالة اخرى قد صدرت لاي صحفي او كاتب حتى تاريخه من احد اركان الدولة “الكبار” الكبار في مواقفهم وثقافتهم ووطنيتهم واخلاقياتهم، والتى اعتز بها وأْعتز اكثر انه يقرأ لكل ما اكتب و ينشر في الصحافة الاردنية، وكنت حينها اكتب كل خميس استراحة الخميس وهي صفحة كاملة اخيرة من جريدة الأسواق الاقتصادية التي تصدر في الاردن و كان رئيس التحرير الاستاذ الاعلامي مصطفى ابو لبده ، وكانت الرسالة قد وصلتني مع مندوب الرئاسة الى منزلي بالرابية في مدينة عمان من معالى المرحوم ذوقان الهنداوي* حين كان نائبا لرئيس وزراء الاردن ، رحمه الله عليه، و ذلك يوم ١٦./٣/ ١٩٩٥
ذوقان الهنداوي
( معالي المرحوم ذوقان الهنداوي نائب رئيس الوزراء)
Image-64
الأخ المهندس السيد عبد الفتاح طوقان المحترم
عزيزي الأخ المهندس الأستاذ عبد الفتاح حفظه الله
تحية طيبة وبعد،
لقد سمحت لنفسي بأن اكتب لك رغم أن المألوف يقضي بغير ذلك وبأن لا يتكاتب من لا وصل ولا علاقة شخصية بينهما!!!
اقرأ لك كثيرا في إطار ما اقرأه عادة لكتاب الاعمدة في الصحف المختلفة…وانطباعي، عندما أقرأ لك، يتراوح بين الإعجاب والتأثر والتفاعل أحيانا، وبين الحيادية و عدم التجاوب أحيانا أخرى…و لكن السبب الرئيسي و المباشرة “لعجالتي” هذه لك هو ما قرأته الآن و قبل لحظات لك في ” استراحة الخميس/الأسواق” عن “أبو شاكر”
لقد انصفت الرجل حقا، ووصفته بما هو فعلا فيه…لقد أوجزت في الفقرة الأخيرة من مقالك فأبدعت حيث جمعت ما في الرجل من مناقب وصفات ومزايا: علما وثقافة وخلقا ونسبا وصدقا وادبا ومقدرة على الفعل والعمل و الأداء من منطلق التجربة الغنية و الالتزام بالنزاهة…أقول هذا لأنني أدعي لنفسي بأنني أعرف الرجل حق المعرفة من منطلق زمالة له في العمل المباشر مدة ليست بالقصيرة!! جالسته في لحظات قد تبدو لمن لا يعرفه بأنها لحظات قد تكشف عن المساوئ والضعف، فوجدته الرجل الكبير الكبير الذي لا يتخلى عن القيم والمثل مهما كانت حالة تواجده، ومهما كانت المعانة التي قد تسببها له الالتزام بالخلق و النزاهة و العمل الصادق،.
إذا كان الزمن الرديء يتيح ” للصغار” أن يتصدى ” للقيمة” دون مدافع أو رادع، فأن الكلمة الحقة اذا انطلقت و أعلنت عن نفسها فأنها لاشك تبعث على تجدد الايمان بكل ما هو صحيح، و على تعزيز التمسك و التشبث به…
فشكرا لك على مقالتك، وبارك الله بك
ذوقان الهنداوي
١٦/٣/١٩٩٥
تولى المرحوم ذوقان الهنداوي مناصب وزارية عديدة في الاردن على مدار أكثر من ثلاثين عام من 1965 إلى 1995 ومنها رئيس للديوان الملكي، ونائب أول لرئيس الوزراء، ووزير دولة، ووزير للتربية والتعليم، وسفير فوق العادة للأردن في الخارج، ونائب منتخب في مجلس النواب، ومن ثم عين في مجلس الأعيان ونائب أول للرئيس ورئيس عدد من لجانها ومنها الخارجية والتربية عدة مرات إلى عام 2004.
وفاز الهنداوي بالانتخابات النيابية عن اربد في المجلس النيابي الأردني في عام 1989 إلى عام 1993، كما عين عضو مجلس الأعيان من 1982 حتى 1988، ومن ثم نائباً أول لرئيس مجلس الأعيان من عام 1997 إلى عام 2004، وعضواً فعالا ورئيسا لعدد من لجان المجلس، ومنها: لجنة الشؤون الخارجية، لجنة الشؤون التربوية والتعليمية والثقافية.
كما كان عضواً في مجلس أمناء الجامعة الأردنية ومجلس أمناء جامعة اليرموك، ورئيساً لمجلس أمناء جامعة العلوم التطبيقية ورئيساً لمجلس أمناء كلية المجتمع العربي، بالإضافة إلى عضويته في مجمع اللغة العربية الأردني وفي لجنة رعاية اليتيم العربي وغيرها