شعب “يفكّ الخط”

مقال الإثنين 26-3-2018
النص الأصلي
شعب “يفكّ الخط”
لا أدري أضحك ام ابكي..الشعب الأردني من أكثر الشعوب تعليماً في الوطن العربي ، في كل بيت هناك على الأقل أربع أو خمس جامعيين كل جامعي يتقن اللغة الانجليزية وربما لغة أخرى ، أقل التعليم لدينا ثانوية عامة ، كل بيت فيه “ستلايت” يستطيع المواطن من خلاله ان يشاهد أخبار العالم كلها بزرّ واحد، معظم السكّان يملكون الآن هواتف ذكية تفتح لهم كل مواقع الدنيا ،وكل الصحف العربية والعالمية ،وما يستعصي من الترجمة يتبرّع العم جوجل بترجمتها فتصل الفكرة ، كما أن مواقع لتواصل لاجتماعي تفضح كل المستور ،وتستطيع ان تشاهد الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات حتى لو تهرّب الإعلام الرسمي والخاص من مهنيته في تغطيتها..أقصد كل هذا الانفتاح والثقافة والتعليم والتنوير والحكومة بخطابها وتصريحاتها الرسمية ما زالت تتعامل ع الشعب كشعب جاهل أو أحمق او مغلق العينين..
ما زالوا يعتقدون أن المعلومة إن لم تأت من التلفزيون فلن يعرفها أحد،وان لم تكتب بصحف الحكومة فلن يقراها أحد..ما زالوا يتعاملون معنا على إننا مجتمع جاهل لا نفكّر ولا نطالع ولا نعرف الغثّ من السمين ..نحن شعب بــ”يفكّ الخط” والله العظيم!! إننا نفهم ونعي ونعرف كل صغيرة وكبيرة ونطالع ونسمع ..فمن المعيب ان تستخدموا معنا نفس الأسلوب والطريقة في التوضيح والتصريح والتبرير التي كانت مستخدمة في الستينات من القرن الماضي..عندما كان المذيع “ضارب شاليش”..يطل علينا بالأبيض والأسود ويتلو على الختيارية ما تيسّر له من خرط الخطاب الرسمي فيندهشوا ويصدّقوا ويصفّقوا..
لقد ولّى ذلك الزمان الذي كان فيه المختار يمون على القرية ،وعضو البلدية أعلى مركز ممكن ان يصل إليه المرء، وساعي البريد هو مندوب الاتصالات الشرعي والوحيد في الوطن، والمطهّر اختصاصي الجراحة والأمراض الداخلية..راح هذا الزمن..فعليكم ان تغيّروا أدواتكم ولغتكم وطريقة تسويقكم لأنفسكم وسياساتكم..واتركونا من قصة الجهات الخارجية والأيادي الخارجية..الأيادي الوطنية قادرة على قطع أي يد خارجية ان هي تسللت بيننا..لكن بشرط الا تكون الأيادي العابثة هي أياديكم أو أيادي زملائكم…لكن بقفازات الوطنية..
نحن شعب متعلم ومثقف ويقظ..فكفواّ عن لغة الاستغفال والاستهبال..برضاي عليكم يا ماما!!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com