شريحة ضأن وجرو

مقال الثلاثاء 2 / 5 / 2017
شريحة ضأن وجرو
النص الأصلي

كشفت مجلة “فورين أفيررز” عن بعض أغرب الهدايا التي تلقّاها رؤساء أمريكا في حياتهم السياسية من نظرائهم في العالم أثناء الزيارات المتبادلة من والي الولايات المتحدة الأمريكية..
تقول المجلة أن واحدة من أغرب الهدايا ،هدية الرئيس الأرجنتيني السابق “نستور كيرشنر ” والتي كانت عبارة عن شريحة لحم ضأن “فتيلة” طازجة إلى الرئيس الأسبق جورج بوش عام 2003 ولم يخجل الأرجنتيني من هذه الهدية التي قد تصلح الى “نفساء” اكثر منه لرئيس دولة كبرى ..
ومن الهدايا الغريبة أيضا التي تلقّاها الرئيس الأمريكي السابق أوباما من رئيس وزراء بريطانيا السابق أيضاَ ديفيد كاميرون “طاولة تنس” منقوش عليها شعار البلدين بريطانيا وأمريكا يا حبيبي ..كما اعتبرت المجلة من ضمن الهدايا الغريبة ذلك السيف الذهبي الخالص والمرصّع بالجواهر الذي قدّمه أمير عربي لأوباما أيضاَ..ولا ادري لماذا اعتبرت “فورين أفيرز” السيف هدية غريبة ،”السيوف” لعبتنا ، إذا ما زار وزير الأشغال سير العمل في طريق أو افتتح جسر مشاه يهديه رئيس البلدية سيفاً،اذا زار رئيس الوزراء منطقة نائية ليتحدّث عن اللامركزية معطوه “سيفا”، اذا اعتزل لاعب كرة قدم الملاعب بعد مسيرة حافلة يعطونه 500دينار مكافأة وسيف..هداف الدوري ماذا يصنع بالسيف بعد مسيرته الكروية؟؟..
نعود الى هدايا رؤساء أمريكا..الرئيس بوش الصغير تلقى من رئيس بلغاريا “جروا” صغيراً فلم يستطع بوش الاحتفاظ به أو حفظه في الأرشيف الوطني كباقي الهدايا فاشتراه من الحكومة “لأنه ملكها”..وأعطاه لصديق للعائلة للاعتناء به…حتى “الجرو” لم يكن باسمه فاشتراه من الدولة “بيع شراء يعني”…سبحان الله تماماً كما هو الحال عندنا …
أما أغرب الهدايا فتلك التي تلقاها أوباما أثناء زيارته للأقليم الشمالي في استراليا حيث أهدوه الرَّبع هناك بوليصة تامين ضدّ عضّات التماسيح تقدّر بخمسين ألف يورو…وهذه الهدية هي وقلتها واحد..فمن أين لنا التماسيح حتى تعضّنا…تماماً كمن يربّحني تذكرة سفر على المريح على متن خطوط باصات جيت!.

أرأيتم هذه بعض من الهدايا التي تلقّاها رؤساء امريكا من رؤساء وزعماء العالم بمختلف ثقافاتهم بعضها لم يتجاوز المئة دولارا أو ربما أقل ومع ذلك فرحوا بها أيما فرح وحفظوها في الأرشيف الوطني ..جدير بالذكر أنه قبل سنتين قامت شخصية أردنية بإهداء مطربة كويتية سيارة “لمبرغيني” لأنها مدحت شخصية مهمة في الأردن بلقاء تلفزيوني …زعيم دولة يهدي الرئيس الأمريكي “فتيلة لحمة” و”جرو” ونحن الدولة الفقيرة التي تعيش على المساعدات نهدي مطربة سيارة لمبرغيني لأنها مدحتنا!!..
ما علينا..ما أردت قوله في هذه المقالة ان مجلة “فورن افيرز” لم تسلّط الضوء كثيرا على هدايا الزعماء العرب للرؤساء الأمريكيين..لا لبخلهم او شحّهم أو سوء علاقتهم مع أمريكا ..أبداً…ماذا يهدونهم بعد و قد أهدوا اوطانهم “مقشّرة” للقواعد الأمريكية ،وجعلوها عربات خلفية في قطار التبعية لا تنتج حتى رغيف خبزها!!..

أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@otmail.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الممتع والمدهش بالمقال الخاتمة الصادمة … ينسجم القاريء ويعيش اﻷحداث فجأة قبل الوصول لنقطة النهاية يصطدم القاريء بمطب يشهق عنده اﻷنفاس ليسجل الكاتب المبدع الدهشة ويثير الفكر لدى القاريء .. احترامي وتقديري ﻷحمد الزعبي

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى