شرودر والكنبة / وليد عبد الحي

شرودر والكنبة

كنت ألقي محاضرة على طلابي حول السياسية الألمانية في الشرق الاوسط خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى العدوان الثلاثي على مصر ، وقلت مستندا لدراسة علمية منشورة كتبها المستشار الالماني الاسبق جيرهارد شرودر ويشير فيها للقطيعة مع العالم العربي وعدم زيارة المسؤولين الألمان الغربيين للمنطقة خلال هذه الفترة، فرفع احد الطلاب يده قائلا لي : ولكن يا دكتور انا لدي مرجع يشير لزيارات قام بها المستشار أديناور لهذه المنطقة ..قلت له: وهل المرجع موجود عندك ، قال نعم وسأحضره في المحاضرة القادمة، قلت للطلاب : اكتبوا ما قلته لكم ، ولكن في المحاضرة القادمة سنرى مرجع زميلكم ونعدل ما ذكرته لكم إذا كان المرجع علميا.
في الاسبوع الثاني جاء الطالب للمحاضرة ومعه مجلة المانية باللغة العربية (مجلة من النوع الخفيف اخذها من قاعة المراجعين في السفارة الالمانية)، وفيها مقال باللغة العربية عن علاقات المانيا بالعالم الثالث( وليس في المقال الذي يقع في اقل من نصف صفحة أي ذكر للعالم العربي)ـ ولكن في وسط المقال صورة للملك حسين(كزعيم من العالم الثالث) يجلس مع المستشار الالماني أديناور، فقلت للطالب ولكن المقال ليس فيه أي اشارة للعالم العربي ولا لزيارة من أديناور للأردن (في الفترة المحددة) وهذا الاجتماع بين الملك والمستشار قد يكون في المانيا او في الامم المتحدة او في اوروبا أو..الخ، فقال لي الطالب بلهجة قاطعة : يا دكتور دقق في نوعية الكنبايات الجالسين عليها..انها واضحة من الطراز الأردني..قلت له هل تريد مني ان استند في محاضرتي على ” استنتاج طراز الكنبة واتخلى عن دراسة علمية للمستشار الالماني”
كثيرون منا يقيمون حججهم على ” طراز الكنبة “….ربما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى