شاب أردني إلى الرزاز .. أنقذونا من وحل الإحباط

سواليف
وصل سواليف الرسالة التالية من المواطن الاردني علي جازي التبيني وجهها الى رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز ، تحت عنوان ” رسالة إلى دولة الرئيس ,, انقذونا من وحل الإحباط “
وتحدث فيها التبيني بلسانه ولسان حال الشباب الاردني .
الرسالة نضعها على مكتب رئيس الوزراء عسى ان يطلع عليها ويرى ما فيها من معاناة الشباب الاردني التي شرحها التبيني باستفاضة
وتاليا نصها

رسالة إلى دولة الرئيس ,, انقذونا من وحل الإحباط
بقلم : علي التبيني , و لسان حال معظم الشباب
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة الدكتور عمر الرزاز الأفخم ,, الأكرم ,, المحترم
خذ من الألقاب ما شئت , فكلها إلى زوال , و لن يرافقك أي منها عندما يحملوك إلى بيتك الأخير .
تحية طيبة ,, و بعد
بدايةً ,, أذكر أننا و منذ سنوات طويلة نسمع من كل حكومة شعارات قوية تشبه شعاراتك التي نتابعها هذه الأيام , و تحديداً (الحرب على الفساد) .. دولة الرئيس ؛ أي حرب تلك التي تتحدثون عنها , و لم نرَ بها أسلحة ؛ و لا مقاتلين ؛ و لا دماء ,, و لا حتى ضحايا !!!!!!! أين هم ضحايا تلك المعركة التي يفترض أنها بدأت منذ سنوات ؟؟
و الله إن (حرب الورود) التي وقعت بين توليب خانم و جولري , لأقوى و أشد وطأة من حربكم هذه !!
**
قبل أسبوع تقريباً قام رئيس مجلس الأعيان و مجموعة من أعضاء المجلس بزيارة لمحافظة المفرق , و تحدث دولته بأمور كثيرة , و مما استوقفني , قال أن الأردن لم يكن يعاني قبل عام 2003 من مشكلة المحروقات و الطاقة , و على حد قوله فقد كان النفط يرد للأردن مجاناً بدون مقابل , أو بأسعار رمزية !! هذه المعلومة نعرفها ؛ و يعرفها كل الأردنيين , و لكن ! السؤال الذي خطر ببالي عندما تغنى دولته بذلك الانجاز , (لماذا لم نكن نلمس ذلك في حينها كمواطنين ؟؟!!) فلا أذكر أننا لمسنا ذلك أو شعرنا به !,, نعم كان النفط مجانا , و كانت المساعدات في تلك الفترة و غيرها تنهال على الأردن و لكن كل ذلك لم يشعر به المواطن أبداً ,, فما هو السر في ذلك ؟؟!! معادلة معقدة يا دولة الرئيس و غير منطقية !!

و قبلها بأيام أيضا خرج إلينا العلاف من خلال تلفزيون (المملكة) و أعلن و بكل وضوح , و اعترف بأن هنالك (قوى ضاغطة) على حسب قوله تحاول عرقلة عمل هيئة مكافحة الفساد !!, فماذا ننتظر من هيئة يفترض أن تكون مستقلة , حرة , قوية , تمارس عملها بدون ضغوطات ؟!
ثم اعترف أيضاً بأن الهيئة اشتبهت بنشاطات عوني مطيع منذ آذار 2017 !! السؤال المهم الذي يفرض نفسه بقوة هنا : (مشتبه به منذ ما يزيد عن السنة ! كيف تمكن من الاستمرار بمراوغة الهيئة و الحكومة و الأجهزة الأمنية كل ذلك الوقت )
ثم اعترف أيضاً بأن المتهم مطيع , غادر البلاد بمساعدة من الداخل ! و أعتقد بأن تصريح كهذا لا يمكن أن يصدر من شخص بمنصب العلاف , إن لم يكن لديه حقائق و أدلة تؤكد تصريحاته , فمن هم الأشخاص الذين قاموا بمساعدة مطيع لمغادرة البلاد ؟؟!! أعتقد , لو , (وما المطالب بالتمني) لو حصلنا على إجابة لهذا السؤال ستتضح تفاصيل القضية أكثر .
مؤلم جداً دولة الرئيس أن نكتشف بأن الهيئة التي يفترض بها أن تحارب الفساد تجد قوى تعرقل عملها !!

**
دولة الرئيس : عندما فجر النائب الطراونه قضية مصانع الدخان , أعلن بعد ساعات من كلمته بأنه تلقى تهديداً صريحاً و مباشر و تحدث عن رسائل تهديد وصلته مفادها حرفياً ((إسمع .. إبعد عن موضوع مصانع الدخان ! و إذا إنت زلمه كمل !))
هذا الكلام ليس مني , إنما هو اعتراف النائب نفسه , و هذه حيثية خطيرة لا يجب تجاهلها , و إنني أتساءل هنا ؟!! إن كان الطراونه يعرف من قام بتهديده , فلماذا لا يعلن عن إسمه ؟! فمن يهدد الطراونه بألا يكمل ما بدأ به بقضية الدخان , حتماً هو جزء من القضية , و أحد المساهمين في الفساد , أما إن كان لا يعلم و وصل إليه التهديد من شخص مجهول , فأعتقد بأن لدينا أجهزة أمنية و مراكز و دوائر خاصة بالجرائم الالكترونية قادرة على معرفة مصدر التهديد الذي وصل للطراونه , و بالإجابة على هذا السؤال أيضاً , ستتكشف تفاصيل أكثر , و أسماء ستسقط في وحل القضية .
**
دولة الرئيس : إن الحقيقة التي لا يمكن نكرانها , تتلخص بأنه إذا كانت الدولة جاده في حربها ضد الفساد هذه المرة , فيجب أن تبدأ بالرؤوس التي تصنع الفساد و تدعمه , و بغير ذلك فلا بها و لا بمحاربتها للفساد , و إذا بقيت تلك الرؤوس تشغل مناصب مهمة في الدولة فالفساد متجدد , متكرر , مستمر , و لن يتوقف ,
فإنه لا فائدة من ملاحقة الفاسدين من تجار و أصحاب شركات أمثال عوني
فالفاسد من هذا النوع سيذهب و يولد غيره طالما أن هنالك ماكنات تصنع الفساد و المفسدين و تسهل مهامهم من وراء حجاب , يجب أن تتعطل تلك الماكنات يا دولة الرئيس , إما أن تكون هكذا محاربة الفساد و إلا فلا .

أما الشباب ! ,,
فبكل خطاب للملك يؤكد من خلاله على أهمية دور الشباب , و يوجه الحكومة إلى تفعيل دور الشباب , و كل الحكومات تبدأ بشعارات تؤكد على تمكين الشباب و أهمية دورهم و مشاركتهم في صنع القرار , و لا شيئ سوى سراب , و لم نرى من أي حكومة تطبيقاً عملياً لتمكين الشباب .

دولة الرئيس : يؤسفني أن أخبركم بأن الشباب مرهق , مقيد , منهك , أنا شخصياً شارفت على الأربعين من عمري و صدقاً لا أذكر متى كنت شاباً !! فمنذ صغري و أنا عجوز منهار من كثرة الهموم و الأوجاع , أبحث عني , أين أنا ؟
لا نريد شعارات و كلمات لا ترتقي لمستوى التطبيق .
في كل خطاباتكم أسمعكم تطلبون منا نحن الشباب أن نقدم , أن نشارك , أن نبدع
و لكنني في كل مرة أسمع حديثكم هذا أضحك بشدة , ثم ربما أبكي , فكيف تطلبون منا , ما تمنعونه عنا ؟
نعم دولة الرئيس , يؤسفني أن أقول لكم أنكم في كل قراراتكم تقيدوننا ثم تطلبون منا أن نتحرك !! و كيف للمقيد أن يتحرك ؟!!
ما نفع الشباب يا دولة الرئيس إن كان محملاً بالهموم و المشاكل , أدعو دولتكم من خلال هذه الرسالة لزيارة محافظات الأطراف , للاطلاع على واقع الشباب المؤلم , شبابنا , المرهق , المحبط , العاطل عن العمل , في البوادي و الأرياف تحول إلى بيئة خصبة لتجار المخدرات و لأصحاب الفكر الداعشي , و لنكن أكثر وضوحاً و صراحه يا دولة الرئيس , أولئك الشباب الذين تحولوا للعبة بيد تجار المخدرات أو أولئك الذين تحولوا لدواعش هل جاءوا من الصين ؟
إنهم أردنيين يا دولة الرئيس ! و لكن , لم يجدوا من يدعمهم و يحميهم من الهلاك
أولئك المجرمون نحن من تركناهم لوحوش الفساد و الإرهاب , و أعتقد جازماً بأن أي منهم لو وجد الفرصة و الرعاية لما كان ما كان , و لوجدناه عنصراً فاعلاً في المجتمع , نحن لا نطالبكم بمنح أبناءنا امتيازات أبناؤكم الخيالية , و إنما نتمنى أن تمنحوا شبابنا أقل حقوقهم , فنحن حتى اليوم و نحن في القرن الحادي و العشرين (21) ما زلنا الأقل حظاً في كل المجالات , في التعليم و الصحة و الوظائف و البنية التحتية و غيرها .
**
دولة الرئيس : الحديث يطول و يطول ,, و الألم مستمر .
أذكر جيداً أحد أعضاء مجلس النواب حين قال (بدنا نسد عجز الموازنة لو بدنا نشلح المواطن) ,, يؤلمني دولة الرئيس أن أخبرك بأن المواطن (شالح من زمان , ما ظل شي تشلحونا ياه) إلا إذا حابين تسلخوا جلودنا و تخلونا عظم بس ,
خطاب ذلك النائب و غيره من أصحاب المناصب فسر لنا ما هي نظرتكم لنا , أنتم تعتبروننا عبء عليكم , نحن نكرة بنظركم ,
كل الحكومات السابقة استقوت على المواطن و على جيب المواطن و حجزت على أملاكه و سددت عجزها من جيوب الحراثين , أما آن الأوان (تشلحوا عوني و أعوانه؟!!!)
*
دولة الرئيس : لقد تعبنا !
تعبنا بحجم الكون , ربما الموت أكثر راحة من العيش في ظل كل هذا الألم , و المؤلم أنه إذا شكونا أو انتقدنا سياسة الحكومة , اتهمنا بأننا نحمل أجندات خارجية و بأننا مجرمين ! عذراً يا دولة الرئيس فليس الوطن أنت و لا تقاس الوطنية بأن أرضى بقراراتك , و إن خالفتها أكون قد خنت وطني و أحمل أجندات خارجية , ليس بتلك المقاييس يتم الحكم على المواطن بأنه وطني أو لا , لقد تعلمت كيف أحب وطني من والدي الذي خدم في القوات المسلحة أربعون عاماً , و أعرف ما هو الوطن :
الوطن هو أمي و أبي , الوطن هو عائلتي , قريتي , مدينتي , هو كل ذرة في تراب بلدي , الوطن هو دماء الشهداء , دموع الفقراء , بكاء الأبرياء , الوطن هو جندي على الحدود , شرطي في شوارع المملكة , هو كلمة حق , بريئ خلف القضبان , الوطن هو عشقي , هو العلم , الوطن هو عرق فلاح يحرث أرضه , الوطن هو كل شريف يعيش فيه , الوطن هو زهرة نبتت في قلبي لا يمكن نزعها , عذراً دولة الرئيس , فليس الوطن أنت . و إذا فكرت يوماً في البحث عن معنى الوطن أو معنى حب الوطن إبحث جيداً لعلك تجده عند عجوز متقاعد , أو عند فلاح يزرع أرضه , أو عند أم ربت أجيال , أو عند جندي يحرس الحدود , و لا تحاول أن تبحث عن معنى الوطن على الدوار الرابع مثلاً أو في أحياء عمان الراقية , فهناك لن تجد الوطن و لا معنى الوطن , فكل واحد منهم يعتبر نفسه هو الوطن , ألم تسمعهم عندما يتحدثون في جلساتهم الخاصة (إحنا دولة) (إحنا كبار البلد) .
**
دولة الرئيس :
عندما تم تكليفكم بتشكيل الحكومة , شعرنا جميعاً بالتفاؤل , و لكن سرعان ما شعرنا بشيء من خيبة الأمل بدأت بتشكيل الحكومة , نرجو ألا تخيب أملنا أكثر من ذلك فقد تعبنا من جنون الحكومات السابقة , نقرأ في كل مرة كتاب التكليف السامي و نجد فيه الكثير من التوصيات التي تدعو للتفائل , و لكن عند التطبيق لا نجد الحكومة تنفذ توصيات الملك و لا رغباته .
لقد نفذ الصبر و بقي القليل من الأمل فأرجو ألا تخيب آمالنا , نحن معك يا دولة الرئيس إن كنت معنا .
**
أما الإعلام الرسمي , فلن أتحدث طويلاً عن هذه المصيبة , فقط أتمنى أن يحترموا عقولنا .
**
أما مجلس النواب !! و ما أدراك ما مجلس النواب , المجلس الذي يفترض و تعلمنا أنه عبارة عن , مجلس الشعب , مجلس المشورة , مجلس صنع القرار , و لكن أرى بأن ما تعلمناه كان مجرد كلمات مطبوعة على ورق لا تساوي ثمن الحبر الذي طبعت فيه , فلم يعد مجلس النواب كما يجب أن يكون , لقد تحول إلى مصدر مصالح شخصية و تنفيعات , صدقاً يا دولة الرئيس أصبحنا نراه تجمعاً لرجال أعمال إلا من رحم ربي , فلا يتبادر لذهني عندما أسمع كلمة مجلس النواب سوى عبارات سخيفة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر (المخنوق يروح ع الصيدلية) و (بدنا نشلح المواطن) و (مش شغلك يا مواطن) ناهيك عما يدور في المجلس من مشاجرات و تصرفات يخجل أبناء المدارس الابتدائية من القيام بها .
لم يعد عضو مجلس النواب يعرف ما هي مهامه الأساسية و أصبح أكبر همومه تحقيق مصالحه الشخصية .

دولة الرئيس :
(ما بدنا تشلحونا حتى تسدوا عجز الموازنة و تحلوا مشاكلكم و أخطاء حكومات سابقة على حساب جيوبنا كمواطنين , و لا إحنا بحاجة نروح ع الصيدلية لما نحس حالنا مخنوقين )
أحنا بدنا تشلحوا عوني و أعوانه , و تعطلوا ماكنات صنع الفساد و المفسدين في البلد , و أن تمنحونا أبسط حقوقنا , هذا كل ما نطلبه يا دولة الرئيس .
**
و أخيراً ,, سأنهي رسالتي التي لا تريد أن تنتهي , و لكن أنا أردت لها ذلك , حتى لا يطول بوحي , فالحديث يطول و يطول , و الوجع مستمر , و لكنني أنهي رسالتي و أكرر ,, أرجوكم يا دولة الرئيس أن تسمعوا منا في البوادي و الأرياف و محافظات الأطراف , المناطق التي كانت و ما زالت الأقل حظاً , فشبابنا في خطر و أنتم المسؤول عن انتشالهم من وحل الإحباط و الخيبة , و نتمنى أن تكون يا دولة الرئيس حلقة الوصل الأمينة التي تقدم أوجاعنا للملك , في حين اجتهد معظم أصحاب القرار بتضليل الحقائق و لم يضعوا وجعنا يوماً أمام جلالته .

بقلم / مواطن لا ينتمي لأي حزب
سوى حزب الموجوعين و المحبطين
انقذونا من وحل الاحباط يا دولة الرئيس .
علي جازي التبيني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى