“سيدي الرئيس” قاتل إقتصادي / محمد يوسف الجعافرة

“سيدي الرئيس” قاتل إقتصادي
سيدي الرئيس
السّادة النواب المحترمين…
هذا ما يسمى بمقدّمة المسرحية .. العجز والمديونية .. يقولها بصوتٍ باكٍ وحزين… هنا تتحرك عاطفه السّادة وكما قال عنهم “المحترمين” ويُخرِجون المناديل من جيوبهم ليمسحوا بها دموع الحزن على الوطن. في الحقيقة هذه المناديل كُتِب عليها أدوارهم ويُخرجونها ليتذكّر كل واحدٍ منهم دوره في المسرحية) وهناك أيضاً من النواب من ينتقد ما جاء في خطاب دولته ولكنهم للأسف يتحركون “بالريموت كنترول” الذي تسيطر عليه تلك الأيدي الخفية خلف الكواليس (إلا من رَحِم ربّي من الأشراف)… دقائق معدودة ويَسود الصّمت مَجلِسهم الموقّر وترفع الأيادي بالموافقة على بيع الوطن وقتل المواطن… “انستونا وشرفتونا والليله سهره صباحي على حساب الشعب”… ) هكذا هي النهاية للمزاد العلنيّ … أنتم يا سادة “هاني وياني ” والشعب يصيح ب “ااااه ياني” … ماذا يعنينا ( Yanni) ليُقام له حفل في مدينة العقبة ؟ ماذا يعنينا أنه لن يتم رفع أسعار المجوهرات الغالية ؟ ماذا يعنينا بإن دولته يعرف ماذا يعني (بولبيف وطون وسردين ).
ما يعنينا هو العيش بكرامة لا أكثر دولة الرئيس .. أقرأت يوماً للكاتب الاميركي جون بيركنز عندما كتب مذكراته في كتاب ” يوميات قاتل اقتصادي” ؟ أنصحكم بقرائته, أنت ومن معك من نوابٍ ووزراء … أنت يا سيدي الرئيس تقوم بالعمل نفسه ولكن الفرق كبير بينكم فهو يقوم باحتلال دول أخرى ويُغرقها بالدّيون لترضخ لأوامرهم, وأنتم دولتكم تقومون بتسليم وطننا الحبيب كفريسةٍ سهلةٍ لهؤلاء القَتَلة…. نائب الأمة.. يا حبّذا لو تتذكر أنك خرجت من رحم هذا الوطن .. يا حبّذا لو تذكرتم أنكم بعملكم هذا ستغرقون المركب وحينئذ لا ينفعُ الندم … لم يبقَ في هذا الوطن شيءٌ لم يرتفع ثمنه وأنهكتم جيب المواطن بضرائبكم, ولكن المجوهرات الغالية الثمن لم يمسّها الارتفاع الجنونيّ والحمدلله. تذكروا أن منكم من عاهد الله وأقسم بأن يحافظ على هذا البلد كونوا أوفياء… كونوا أحرار… كونوا رجال … فوالله لنخذلنكم لو خذلتمونا
.. ولا تظنّوا بأن “السكوت” علامة الرضا… فإن بعض الظنّ إثم.

محمد يوسف الجعافرة

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى