سوريا والعراق ؛ مفاجآت لا تخضع للتحليل / د.محمد جميعان

سوريا والعراق ؛ مفاجآت لا تخضع للتحليل

اكثر ما يلفت الانتباه هذه الايام حول ما يجري في المنطقة تلك التحليلات العسكرية والسياسية المكررة التي تكاد تكون نسخة واحدة مع اختلاف الفواصل والفقرات رغم اختلاف مقدميها عبر الفضائيات والمواقع ووسائل الاتصال الاجتماعي او ما يطلق عليهم بالخبراء والمحللين ..
تصريحات وتحليلات وتنبؤآت صريحة تنقلها وسائل الاعلام المختلفة حول حرب عالمية ثالثة ، منطلقة عما يجري من تداخلات دولية وعسكرية ودموية وسياسية واعلامية ومذهبية وفكرية متضادة ومتضاربة يصعب تفكيكيها ..
تابعوا ما يجري في اليمن من تطورات وما يجري على الساحة السورية سيما ميدانيا في حلب وما يجري الحديث عنه في الموصل لاحقا…
حشود دولية لا سابقة لها..
تسابق من له السبق أكثر ..
مستوى عنف ودموية ومجازر غير مسبوقه..
تحد عنيف متبادل بين العراق وتركيا..
تحد عنيف مبطن بين الروس والامريكان..
تحد اعنف وبعضه مبطن بين ايران وحلفائها وبين السعودية والخليج..
اصطفافات وتخندق بعضها مفاجئ وغير متوقع يدفع باتجاه التازيم المرعب..
تتابع سياقات الاخبار مفاجآت وقابلة للانفجار بكل الاتجاهات…
ما قامت به المقاتلات الامريكية بضرب مواقع للحوثيين في اليمن في اعقاب استهداف قطعة حربية امريكية في المحيط..
ناهيك عن طبيعة الحرب المستمرة في اليمن وما يرافقها من تهديدات وما يطرأ عليها من تعقيدات متدحرجة..
هناك امر ما يجري الاعداد له ربما حتى اعظم مما نسمع رغم عظمه..
ما يجري قد يتخطى حرب عالمية ثالثة ، بما تعني كلمة حرب وعالمية من اعتبارات اهمها ثلاث؛
الاولى ؛ اهداف محددة
الثانية؛ سيطرة نسبية عالية على مسرح العمليات
الثالثة؛ جلوس الاطراف بعد انتهاء الحرب لاعادة تقسيم المنطقة وما فيها من مصالح لهم..
قياسا بما جرى في الحربين العالميتين الماضتين الاولى والثانية نرى ان ما يجري الان غامض والاهداف متداخلة ومتناقضة والسيطرة شبه مفقودة ان لم تكن مفقودة تماما وحصد النتائج غير مضمون الا اذا كان القياس حسب ما هو مدون على الورق من خطط لا تراعي توالد ردود الفعل وما يترتب على هذا التوالد من بروز جماعات اكثر عنفا وسطوة جراء سوء التقدير والتسرع والغرور والافراط في استخدام القوة والسلاح مقابل الاستهتار بقوة الخصم المقابل ..
من هنا فالحديث عن حماقات قادمة هو الاقرب اذ نجد منها احتماية ثلاثة ؛
الاولى ؛ حماقة سوء التقدير والقرار
الثانية ؛ حماقة سوء السلوك من غرور امتلاك القوة الكاسرة وعناد استخدامها
الثالثة ؛ ما يسوقه القدر لحكمة نجهلها
فكيف اذا التقت الثلاث…؟!
مفاجآت ومصائب متوالدة ومتدحرجة نتيجة تفاعل الفعل ورد الفعل وحجم الدماء والاشلاء والظلم والاستعجال في قطف المغانم وتحقيق المصالح مهما بلغت الدماء ما دامت القوة العسكرية والامنية قادمة من اعظم الدول واقدرها والامكانات بلا حدود ..
د.محمد جميعان
drmjumian7@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى