سطور يوم رحيل النسور!!! / د . نـاصـر نـايــف الــبـزور

سطور يوم رحيل النسور!!!
سألني صديقٌ لي مِن الطراز الاستخباراتي الذي لا يؤمن بحسن النوايا: “لماذا تقوم بما تقوم به…”؟ فسالته مدّعياً السذاجة: “قُمتُ و أقومُ بماذا”؟ فقال: “لقد أقمتَ خلال الشهور الستة الماضية ما يزيد عن عشرة أنشطة مجانية، وقُمتَ بتقديم جوائز لطُلّابك كانَ آخرها رحلة العُمرة للطالب المُتَميِّز؛ و قُمتَ بنشر ما يزيد عن مئة و عشرين مقالاً… فماذا تُخفي بداخلك يا ناصر…”!؟!

ضَحِكتُ و همَستُ في أذنه: “كُنتُ أنتظرُ هذا اليوم لرحيل دولة أبو زهير لعَلّهُم يختارونني و زيراً للشباب أو التعليم العالي او أي حقيبة وزارية فارغة…”! كادَ ينتشي فرحاً لأنَّ حدسه و حِسَّهُ المخابراتي العالي كادَ يكون في مَحَلِّه عندما قَطَعتُ فرحته و أضَفتُ مُردَفاً: “يا صديقي العزيز، أنا رَجُلٌ لا تعنيني المناصب و لا النيابة و لا الوزارات… فأنا أفعَلُ ذلك طمَعاً فيما هو أكبرُ من ذلك…”!!!

صرخَ مُتعجِّباً: “يعني أنتَ تُريد أن تُصبِح رئيس وزراء مَرَّة و احدة…”؟ ابتسَمتُ طويلاً و قُلتُ لهُ بشيء من الوقار: “بل أريد أن يُوَفقّني الله في أن أكون قُدوة صالحة لو ضع لبنة و احدة في اصلاح الجيل القادم و الأخذ بيده نحو مُستَقبل مُشرق… هذا هو هَمِّي و هذه هي رسالتي في الحياة…”!!!

ضَحِكَ صديقي و أردَف: “إنْ كانَ هذا ما تقول، فأنتَ تُضَيِّعُ و قتَكَ و مالك…”!!! أخَذَتُ نَفَساً عَميقاً و لَمْ أزِد كَلِمة واحدة، فكانَ الصمتُ ابلَغ!!! و الله أعلَمُ وَ أحكَم!!!

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى