سريع الاشتعال / أحمد المثاني

سريع الاشتعال

دون مقدمات ، و بشيء قليل من التأمل ، و النظر في حال الناس ، يتبين لك كم من المشكلات و المنازعات ، التي تحدث ، هذه
الأيام ، مرد الكثير منها ، للانفعال الزائد ، ورد الفعل الذي يغيب فيه العقل و التعقل ، و تظهر ردود الفعل المتطرفة ، التي تغذيها
روافد من سوء الطباع ، و التعصب ، و الاعتداد الزائد بالنفس… و المكابرة .
يحدث ذلك على مستوى الأسرة ، بين الأزواج و الأبناء .. و في بيئات العمل و الشوارع .. و في الجيرة و القربى . فمن الطبيعي أن تتباين المصالح و تختلف الحقوق و الواجبات بين الناس ، و من الطبيعي أن ترى و تسمع عن نماذج
مختلفة من سلوكات الناس ، حال اتفاقهم
و حال اختلافهم .. و كذا اختلاف
الشعوب او المجتمعات عن بعضها ..
فمثلا ، الشعب البريطاني يتصف ببرود
ردات الفعل .. و بطء الاستثارة .. مما
نصفه بأن دمهم بارد ..!
أما نحن في مجتمعنا ، فما أسرع ما
نستثار ، لأي سبب .. و أتفه سبب ..
و كثير من خلافتنا تبدأ من مستصغر
الشرر . . في الأسرة ، و الشارع و العمل
نستثار بكلمة .. او بنظرة و يجد الشيطان
مدخلا .. و يكبر الخلاف الذي قد ينتهي
بالعنف بأشكاله المختلفة ، و قد يقتل
أنسان ، او تهدم بيوت او تحرق املاك
هكذا تبدو طبيعتنا القاسية و التي
تكشف غياب العقل .. و الصبر و التسامح
الذي نعتبره ضعفا .. فننتصر لطيشنا
و عصبيتنا .. و لا أدري أ هي طبائع ورثناها
من الجاهلية ، و قساوة بيئاتنا ..
أم هي تربية نغرسها في أولادنا ، و نغذيها
فيهم : لا تسكت له ، لا تسأل عنه .. و راءك
الرجال من العشيرة .. و هكذا ..
و ما ينطبق على الفتيان و أصحاب الفتوات
ينطبق ، للأسف ، على الكبار الراشدين ..
فالفزعة و الانتصار للقريب و لو بالباطل
محاسن نفاخر بها ..

للأسف ، كثير من الأمم و الشعوب ، تحضرت في مجتمعاتها .. و خضعت
لتشريعات المساواة و العدالة .. و نحن
مازلنا نفاخر بالقول .. و نظهر بوداعة الحمل ..
و إذا غضبنا .. أو اختلفنا .. ظهرت
طبائع الشر .. و الذئاب المستترة فينا
و ظهرنا ” شعب ، سريع الاشتعال ” !

– أحمد المثاني –

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى