سرقة البطيخ / د. عبدالله البركات

سرقة البطيخ
ومنذ ان وعيت وابي رحمه الله يلقننا الحﻻل والحرام تلقينا. وقد اصبح الحﻻل والحرام اهم معايير الحياة لدي وأكثر ما كان يهمنا من ذلك نحن الصغار الامانة . وكانت السرقة عندنا اكبر الكبائر.
وعندما رجعنا الى النعيمة واختلطت بالاطفال من جيلي اكتشفت ان عندهم معايير جديدة للحﻻل والحرام ﻻ تتفق مع ما نشأت عليه. فمثلا قالوا لي ان السرقة من الكروم ليست حراما شريطة اﻻ تأخذ معك الى البيت اي تكتفي بالاكل في الكرم. لم اقتنع بتلك الفتوى اطﻻقا.
الا انه في احد الليالي وبعد ان لعبنا ما تيسر من العاب المساء والسهرة قرر كبير الشلة أ.أ الذهاب الى صحرة ابو عكاز في العصارة لسرقة البطيخ.كنا اكثر من عشرين صبيا رايت انه من غير المعقول ان ﻻ اذهب معهم ولو من باب المعرفة بالشيء.
وصلنا الى المكان بعد ان مررنا بتينات زقنانه وبدأنا الزحف على اربع داخل الصحرة. بدأ الاولاد بتقظيع البطيخ ودحدلته بأرجلهم الى الوادي. وبعد ان تم لهم ما ارادوا خرجنا زاحفين وحملنا البطيخات وولينا هاربين وانطلقت الحناجر بالصياح ايذانا بالنصر.
حالما ابتعدنا قليلا جلسنا على الصخور المقابله للمبطخة وبدأ الاوﻻد يفغشون اي يكسرون البطيخ ويفغمونه بنهم.
ﻻحظوا اني ﻻ افعل مثلهم فقالوا لي مالك ما توكل..؟ قلت لهم لا فهو حرام. ضحك الاوﻻد مني وقالوا ..هو احنا ماخظينه معنا عالدور. اصررت على الرفض ولم اعلم اني كنت شريك معهم في الاثم حتى دون ان اتذوق حﻻوة البطيخ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى