سحابةٌ سوداءُ / حمزة إسماعيل

سحابةٌ سوداءُ

بعدَ أن كاد موعدُ الفجر يأتي
غارساً في صدرِ الظلامِ شُعاعا

ويموت الليلُ المخلَّدُ فينا
ويذوقُ الموتُ المُميتُ النِّزاعا

بعدَ أن كدنا نبصرُ اللهَ .. لكنْ
من خلالِ الظلامِ جاءتْ تِباعا

مقالات ذات صلة

بيديها سحابةٌ سوداءٌ
تُمطرُ الموتَ ، تَعصفُ الأوجاعا

ولها قلبٌ قد يُراعي الأحاسيسَ إذا أنهُ اكتفى وأَراعا

كلُّ أحجامِ البطشِ بينَ يديها
تملكُ اللونَ منهُ والأنواعَ

هي منْ تختارُ العذابَ لنا حسبَ هواها وكيفَ نفنى تِباعا

منذُ أن جاءتْ والسماءُ قِفارٌ
والسَّواقي تواصلُ الإنقِطاعا

لا بساتينَ لا طيورَ ولا حتى هواءً ، فضاؤنا صارَ قاعا

آهِ كم عانيْنا .. وآهِ .. وآهِ
كم شَبعنا موتاً وعشنا جِياعا

قبلها كانتِ البلادُ بِلاداً ليس تخشى الظباءُ فيها الضِّباعَ

حضنُها دافئٌ كما حضنُ أمٍّ
كلَّما ضاقَ العيشُ زادَ اتِّساعا

كلَّ وقتٍ تضُمنا وكأنا بعدُ أطفالٌ لم نُتمِّ الرَّضاعَ

كانتِ الأرضُ لا تفوحُ ولا تُنبِتُ إلا الريحانَ والنعناعَ

جَنَّةٌ والأنهارُ من تحتِها تجري
كما والأعشابُ تعلو ذِراعا

يبحرُ الحبُّ , والقصائدُ فيها
وتمدُّ البحارُ منها شِراعا

ها أنا ما يزالُ عمري مِداداً
بامتدادِ الثَّرى وروحي يَراعا

وعلى الرغمِ من فِراقِ حياتي
لم يَقُلْ قلبي للبلادِ وداعا

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى