ساندويشات المنسف وشوكولاتة الجميد / يوسف غيشان

ساندويشات المنسف وشوكولاتة الجميد

تسلّينا الأسبوع الماضي على خبرين طريفين ، الأول هو ابتكار ساندويشة المنسف ، والثاني هو حلويات بنكهة الجميد..او شوكولاتة المنسف ، كما اسمتها بعض المواقع الأليكترونية….انها مجرد ابتكارات طريفة ،مع ان بعض المتذمرين اعتبروها مساسا برموز وطنية …. وهذا مبالغ فيه كثيرا.
لا اعتقد ان رمزنا هو المنسف او الجميد…. بل اعتقد ان رمزنا الوطني كشعب هو الزلط…..نعم، نحن الأرادنة شعب ( يأكل الزلط)، والزلط بمعناها الحرفي، هي الحجارة الملساء التي تتواجد في مجاري الأنهار، أما معناها التشبيهي ، فهو أننا شعب(يمز) على (حثاريم ) اللبن الجميد ، التي تكون أحيانا أقسى من الزلط. والحثاريم هي بقايا زر الجميد التي تعجز اليد أو ماكنة المولينكس وشبيهاتها عن (مرسها )وتحويلها إلى جميد سائل، يصلح للمناسف التي تقدم في الجاهات والصلحات العشائرة اثر الجرائم أو المشادات التي تحصل نتيجة قسوة رؤوسنا وقلوبنا.
لا شك أننا أحفاد بعض العرب العاربة التي كانت تشارك في المعارك على الخطوط الأمامية في الجبال الفاصلة بين الأندلس وفرنسا، وقد نجا أجدادنا من كمين محكم بعد ان شاهد احد جواسيس الأعداء أجدادنا وهم يتسوكون بعد الأكل (يستخدمون المسواك لتنظيف الأسنان) ، فهرع إلى قومه فارعا دارعا وهو يقول:
– اهربوا اهربوا … هؤلاء قوم يأكلون اليابس قبل الأخضر ،فقد شاهدتهم يتغدون على عيدان الأشجار اليابسة!!
أما في الواقع والحقيقة فإننا شعب يأكل الزلط فعلا،فتاريخنا الفعلي هو تاريخ الأحتيال على الفقر والجوع والمرض وتعسف الحكومات ولعانة الحرسة والدندن ورسن.
هل رأيتم شعبنا يأكل بتلذذ عشب (اللفيتة) بعد ان يغليها بالماء ويضيف إليها الملح والزيت؟؟.. انه نحن ..وأنا من المدمنين على هذه العشبة المفرطة المرار.
وحال الحويرنة باللبن ونبتة العكوب ليس أفضل من حال اللفيتة، إذ لم يستطع شوكه الحاد ان يحميه من براثن الارادنة الذين يطبخونه باللبن أو يحوسونه مع البصل أو يعملون عليه مقلوبة ، وكذلك حال نبتة المرار الشوكية التي تتحول بقدرة أردني جائع إلى سلطة لذيذة مع الليمون أو السماق.
احذروا من شعب يأكل الزلط …. واحذروا أكثر اذا لم يجده!!
…ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نعم احنا شعب بناكل الزلط صحيح وان شاء الله نصحى الصبح ما نلاقي ولا زلطة خلينا نوكل …… احسن !!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى