ساستنا بين قيم الدولة وجذب العشيرة لهم .. نماذج للتفكر والمراجعة

خاص – سواليف

ساستنا بين قيم الدولة وجذب العشيرة لهم ..نماذج للتفكر والمراجعة

د . حسين محادين

*استنادا إلى أطروحات علم الاجتماع السياسي؛ يمكن القول انه بالرغم من مرور ما يقارب قرن على تأسيس نواة الدولة العربية “إمارة شرق الأردن والمملكة الأردنية الهاشمية حاليا ” بالمعنى الفكري والدستوري وارتفاع نسبة التعليم والتنمية أردنيا بعناوين حداثية وتكنولوجية معولمة؛ الا أن المسافة الذهنية والسلوكية بين ولاء او خضوع السياسي الأردني لعشيرته وقيم الدولة المؤسسية كأصل مفترض ما زالتا في حالة جذب وتنافر غامضة قائمة على منسوب المنفعة الآنية الُمتحصل عليها كل من السياسي الأردني شخصيا وعشيرته بالتناوب الموسمي أيضا .
* ولعل السؤال العلمي الواجب حسمه قانونيا مع الاحترام والتقدير لكل أهلنا من المواطنيين الأردنيين من مختلف المنابت والأصول هو ؛ أين تبداء واقعيا حدود الانتماء والعمل الوطني العام من جهة وخضوع السياسي كشخص عام لعشيرته كتنظيم اجتماعي جزئي من البناء السياسي الأردني على الجهة الأخرى؛ بمعنى مضاف ضرورة التمييز وعيا و سلوكيات معبرة عن هذا الواعي المرتجى فعلا بين:-
“عشائرية النسب المُحببة لجميع المواطنيين في مجتمعاتنا العربية الإسلامية كتأصيل لنسب الأشخاص بالمعنى الديني ؛وليس عشائرية الدور الضيق لهؤلاء الأشخاص في السياسية الوطنية الاشمل” .
وبناء على ما سبق ؛فقد وقفت بالمعنى التحليلي أمام أكثر من حالة أردنية فارقة ارتبطت بمواقف انفعالية لعشائر أردنية محترمة نحو أبناء ينتسبون لها اسما فقط ربما؛ لكن مكانة وحضور هؤلاء الأبناء الحقيقية والمميزة عن أقرانهم من نفس العشيرة قد انبثقت من مواقعهم السياسية والسلطوية العامة كمنفذين للقوانين الوطنية الاردات الملكية بالمعنى الدستوري وليس بصفتهم أبناء عشائر ينتسبون لها مع التقدير للجميع . ومن الأمثلة الواجب الوقوف معها لغايات التفكر والمراجعة ما يأتي :-
1- النقاش الحاد والرافض الذي أُشهر عبر وسائل الإعلام بين أبناء عشيرة العبيدات الاكارم عندما عينت الحكومة الأردنية الأستاذ وليد خالد عبيدات سفيرا للأردن في إسرائيل عام 2012.
2- البيان الذي نشر أمس الاول في وسائل الإعلام المختلفة صادر عن عشائر العجارمة الاكارم تحت عنوان التجمع العجرمي” يحتج على القرار الحكومي على إقالة فضيلة الدكتور أحمد هليل ناضر الخاصة الملكية وغيرها من المهام الرسمية , وهو رجل الدين العالمي أي العابر للجغرافيا الوطنية ومع كل هذه المهام التي كان يؤديها فضيلته كشخص عام ؛ يتوعد البيان من المسيئين لـ”هليل” كما ورد في البيان المنشور رغم حماية الإفراد والجماعات المقيمين على ارض المملكة هو من الواجبات الأصيلة للدولة الأردنية نحو جميع مواطنيها عاديين أم عامين سياسيين .
أخيرا ؛ أنادي بكل الوعي المفترض لدى أبناء ومؤسسات دولتنا الأردنية ممثلين هنا في كل من:- صناع القرارات الوطنية العليا؛ الاكاديمين والسياسيين وقادة الرأي والاعلاميين إلى تحليل المضامين والتحديات التي تترتب على استمرار مثل هذه التجاذبات الفرعية الواخزة في ظل نزوع وطني ومؤسسي عالمي نحو تعميق قيم دولة القانون والمؤسسات بما في ذلك أطروحات الورقة النقاشية السادسة التي أطلقها الملك عبدالله بن الحسين

أعلنت عشيرة العبيدات الأردنية براءتها من أحد أبنائها، وليد خالد عبيدات، بعد تعيينه سفيرا للأردن في إسرائيل، معتبرة أن هذا الموقف “يتنافى مع تاريخ وموقف أبناء هذه العشيرة وأجيالها

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى