سارحة / مروان البطاينة

سارحة
قصدي قصه قصيره…
ثمة كلمات مختزنة في غيابات القلب ومغاور الوجدان
نسبرها حين يضيق الحال بنا لتنساب على اوراق الزمن المر الذي نحيا ..
ليست سخرية ولا تهكما ولكنها دفقات قلب ادماه الحال
و انهمار مقل ارقها المآل…
فاليكم ولكم وفيكم اقول…وسامحوني على
اسرافي في الندب والنحيب…
حدثني صديقي سالم ذات هجيج…
ونحن في طريقنا الى حرشة القرية لتلقيط الخرفيش والقرصعنه
وانا كما اخبرتكم لا اثق باحاديث سالم ولا بهرطقاته العبثيه..
.ما علينا
يقول سالم ..
.كان بهالزمانات زلمة مبسوط و صاحب نفوذ وسلطة وسطوة..
اسمه صبحي..
.وهالصبحي كان يعيش صحبة زوجته وابناؤه والاهل والقرايب مبسوط 24 قيراط…
زلمة مسؤول واله مكانه بين ربعه والكل بيهز له ذنب هو والمدام…
وعلى الرغم من كل هالعز والفخفخة..
كان صبحي يزهق ويقرف من الاهل والقرايب والجيران بسرعه لدرجه انه ما كانش يقعد بالدار..
.كان صبحي كثير الاسفار من قرية لقرية ومن حاره لحارة ومن دار لدار
شو لك بالطويلة يا سيدي العزيز….
كعادته …صحي صبحي الصبح وصاح بالخدم
قال جهزو لي البغله اني مسافر ..اني طالع ..اني مغادر
ضاق خلقي روحي فرفطت بدي اهج بدي اشم هوا…
لوين يا بيك ؟…سأل الربع ..وما حدا بجاوب….
هذا مش شغلكو..ردو مسامير الصحن,,,
.يا ولد يا طايل دير بالك على امك واخوتك والحوش والبقرات والعنزات ..
لكن هالحكي ما طاب لام العيال…
نطت فنديه مرت صبحي وقالت,,,
وين … ابُّود والسبع جدود ما بتطلع لحالك ..
والاَّ والله ما بظللك بدار ..
.رجلي على رجلك وان صلر شو ما صار ..
وجهَّزت عقَّادها وبالفعل ركبت عالبغل قبله..
يوم يومين قول ثلاث…طايل الامور زهق عمره قرف ربعه
قال اني شو مقعدني مع هالحَوَش
يا عم يا ابو صفوق اني واصل على قريه كذا.. يوم واللا اثنين وراجع…
يا عم دير بالك عاللي وصى ابوي عليهم …والا اقول لك لا تديرش بالك ….بس راقبهم مراقبه….
بعد مدة ….بعث طايل لعمه مرسال وسأل عن الحوال والمحتال ..
..ها كيف الوضع يا عم…رد العم كالعاده يابنيي ..شو بده يصير
كلهم بيرعوا وبحلبوا وبناموا …
اه قصده الغنمات والبقرات…ونسي الجاجات ,,,
نسيت اقول لك يا ابن خيي…ترى اني قرفت من هالطابق…وبكره مسافر
وقلت لاخوك فالح يدير باله….
يوم يومين قول ثلاثه.. فالح لبس قبعه ولحق ربعه…
وواحد يوكل الثاني ومسافر يحلف القاعد…
مضت الايام وغاب القمر وطلع محله ميت قمر
و واحد يسلم الثاني ..
والحال هو هو…لا بتغير ولا بتبدل ….
الربع هم هم والبقرات والعنزات نفسهن
نفس الحليبات ونفس المصروفات..
ما تغيرن لا ولا تبدلن… ….وصبحي بعده بالغربة…
وطالت غيبة الغياب والحارة والقرية سارحة والرب راعيها
ترى هذا اللي كان ظاهر اما المخفي
فكان اعظم.

اللي جرى وال صار ترى .بده تمحيص وتدقيق…وبده تقارير موثقه وتحقيق…
اللي صار آبيسرررش شيلة بيلة..

بعد وين ووين رجع صبحي ومعه فنديه والبكري طايل
وعمه وابن عمه وابن ابن العم والخي والخية..تبين انهم كانو بنفس القرية..والتقو صدفة.
فرحت الحارة بقدومهم ودبت فيها المسرات …والزغاريد كانت سيدة الموقف..كلمات وترحيبات وعاش عاش الحج صبحي…
ترى الحالة ما كانتش بتسر…وكان المخفي هو الاعظم

خرب كل شي
وما ظل على حاله غير شبح الغياب
شباب القرية تعلمو عالسكر والتحشيش
والختياريه صارو يلعبو عن قروش طاوله الزهر
النسوان ما حدا ضببهن ودارن على حل شعرهن
بالقراية ما حدا نجح..
زروع القمح يبست ومالقت حصاد
مقاثي الخضرة ما انزرعت ولا بحتى قرص عباد
بساتين الفواكة جف شجرها وصارت غنيمة للحطاب
ونبعة المية تلوثت وصارت تجيب الموت والامراض
حليب البقرات والعنزات والغنمات انسرق وانباع بالعتمة
بيوت المونة وكواير القمح والعدس والفول والحمص..
جرى عليها ما جرى..وشكلها اتخصخصت واتمصمصت
مال سايب يا ابن عمي
ومنو برعى لمال سايب حرمة
جروح تفتحت لا ومش بس تفتحت .
.الجروح عمملت وبطل ينفع بالجرح لا طب ولا دوا
مش قلت لك يا بيي ..اللي بحضر عنزته بتجيب له توم….
ومش قلت لك انه المال السايب بيعلم السرقة…
بعد ما شاف صبحي هالحالة …لطم عراسه تا قال كافي …شللخ شعره
بكى وولول …صاح وعربد…
قال بده يطلق فنديه ويكحش طايل
نسي انه الفرس من الفارس…وانه طايل ترباية ايده
ونسي انه العتب واللوم كله عليه …ومن ايده
الله يصلحك يا صبحي…..اقعد بدارك ولم عليك اهلك وجيرانك
ودير بالك تزهق وتقرف …ترى هذول اهلك وربعك وان خلص الزاد
ترى هذول هم زادك…

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى