محمد جمال عمرو يعلن حالة الاستنفار لتقويم مسيرة ثقافة الطفل العربي

سواليف _ أكد محمد جمال عمرو، رئيس لجنة أدب الطفل برابطة الكتاب الأردنيين، والشاعر والأديب المعروف في مجال أدب الطفل أن العالم العربي بحاجة إلى إعلان حالة الاستنفار لتقويم مسيرة ثقافة الطفل العربي.

وقال محمد جمال عمرو في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) خلال زيارته الأخيرة لمصر إن “الطفل العربي بات ينهل اليوم من مصادر عدة، تأخذه إلى ثقافات بعيدة عن ثقافتنا، وقيم بعيدة عن قيم مجتماعتنا العربية، وهى مصادر تمتلك من أدوات الإبهار والجذب ما تفتقده ثقافة الطفل العربى الآن، وهنا تكمن خطورة مثل تلك المصادر، وتأتي الحاجة إلى ضرورة الإسراع في تقديم محتوى ثقافي وأدبي يليق بطفلنا العربي”.

وأوضح أن من الأخطار التي تهدد هوية الطفل العربي اليوم، هى ميل بعض المربين وأولياء الأمور إلى تَحٌبِيبٌ الأطفال في لغات أخرى غير لغتهم العربية، ويخاطبونهم على سبيل المثال باللغة الإنجليزية من أجل التباهي، في إطار التقليد الأعمى، الذي يعد أحد أدوات إضعاف احترام الصغار للغة العربية، وصرفهم عنها، وهو الأمر الذي يؤدي لأمور عدة بينها تراجع المطالعة والقراءة باللغة العربية، وضعف توزيع الكتاب العربي.

وأضاف أن “القائمين على ثقافة الطفل العربي أخفقوا في إيجاد شخصيات تكون قدوة ومثلا لطفل اليوم، في الوقت الذي يجد فيه الطفل العديد من الشخصيات الجاذبة بلغات أخرى ومن ثقافات مغايرة لثقافتنا، وأصبح متعلقا بتلك الشخصيات، وبات يأتمر بأوامرها، ويحلم بها في مستقبله”.

وقال عمرو: “يأتي ذلك الإخفاق فى تقديم شخصيات عربية تجذب أطفالنا بالرغم من أن تاريخنا وحضارتنا فيها من القادة والعظماء والعلماء والظرفاء ما لا يوجد فى حضارة أخرى”.

وأشار إلى أن المسؤولية فى ذلك تقع على أولياء الأمور والمربين وواضعي الكتب والمناهج المدرسية والقائمين على المؤسسات الثقافية المعنية بالطفل العربى.

وحول واقع كتاب الطفل ومؤلفى أدب الأطفال فى العالم العربى الآن، قال جمال عمرو إن “العلاقة بين أطراف صناعة النشر والوسائط الموجهة إلى الطفل العربى تحتاج لوقفة جادة، يتم فيها ترسيم العلاقة من جديد بين المؤلفين والناشرين، من جهة، وبين الناشر والقارىء من جهة أخرى”.

وأشار إلى تزايد شكوى المؤلفين مما اأسماه بـ”عقود الإذعان” التى تحكم علاقتهم بالناشر، وهم لا يملكون إلا الإنصياع لشروطها أو العزوف عن النشر ، لافتا إلى أن الناشر يشكو من جانبه من ضعف إقبال الأطفال على شراء الكتب الورقية، الأمر الذى يوجب على جميع الأطراف وضع مصلحة الطفل محل الإهتمام، والسعى سويا لتخطى العوائق كافة، وصولا إلى تقديم وسائط متميزة ومتنوعة للطفل العربى.

وقال جمال عمرو إن هناك عوامل طارئة أحدثت حركة نشطة فى مجال نشر كتاب الطفل بالعالم العربى، وإن كانت تلك الحركة لا ترقى إلى المستوى المطلوب.

وأوضح أن من تلك العوامل التى ساعدت على حدوث الحركة النشطة فى مجال النشر للأطفال، المسابقات الكبرى فى القراءة والمطالعة، مثل مبادرة تحدى القراءة، التى أطلقها والشيخ محمد بن راشد، والتى دفعت أطراف عملية نشر كتب الأطفال إلى إنتاج المزيد منها.

وتابع: “ورغم ذلك تظل كتب الأطفال العربية المنشورة متواضعة شكلا ومضمونا، وأقل من الكم الذى ينبغى أن تكون عليه”.

وكشف عن أن عملية النشر الإلكترونى أخذت حيزا لايستهان به من المساحة المتاحة للنشر الورقى، وصارت المواقع المعنية بكتب الأطفال تزداد يوما بعد يوم، ويزداد مع تزايد أعدادها الحرص على تقديم محتوىً متميز شكلاً ومضموناً.

يذكر أن محمد جمال عمرو شاعر وكاتب أطفال أردنى معروف، قدم قرابة 250 مؤلفا فى مجال أدب الأطفال، وقد نشرت كتاباته فى الأردن ومصر والإمارات، وحاز على الكثير من الجوائز مثل جائزة الملك عبدالله الثانى للإبداع عام 2012، وجائزة “أنجال هزاع بن زايد” عام 2001، وجائزة عبدالحميد شومان فى عام 2007.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى