زوبعة في مجلس النواب / محمد ياسين

زوبعة في مجلس النواب

ما زال مجلس نوابنا الموقر لا يفتأ يقدم لنا المزيد من المفاجآت في موسمه الثامن عشر، ولا أقول دورته، لانه وبلا فخر منذ زمن لم يقدم لنا سوى الترفيه والبعد عن الواقع كبرامج المواهب المتناثرة على فضائيات العرب،فمنذ أيام تصاعدت الاصوات وبلغت القلوب الحناجر، وعم السخط أرجاء القبة، وانسحب ثلة من نوابنا الأخيار من الجلسة شاهرين سيوف الغضب نصرة لثوابت الوطن على حد قولهم.

بالرجوع إلى بداية الأحداث، كانت الكلمة لأحد السادة النواب ذو المرجعية القومية-معروف بدعمه لنظام الذبح السوري- وتطرق فيها لحلفاء الاردن، وفضل الاردن في الدفاع عن حدودهم،وأشار إلى رئيس دولة عربية ذو مرجعية اسلامية واصفا إياه ضمنيا بأنه صنيعه امريكية، لتثور ثائرة انصارة وأبناء حركته العالمية ، متهمين النائب السابق ذكره بمهاجمة الإسلام والجيش الاردني.

و تجدر الإشارة أنني لست هنا لادافع عن زيد او عمرو،فكلاهما لا أتفق معه في كثير من نهجه السياسي، ولكن ما يثير حفيظتي، أوليس من باب اولى بدل أن يدخل أعضاء المجلس في مهاترات جانبية في شؤون دول الجوار الداخلية ،ونثور نصرة لهذا وذاك، أو أن نمرر رسائل دعم لنظام مكروه من السواد الأعظم ، ان نناقش ونثور لدين عام بلغ ال35 مليار دولار،اي ما يقارب 94% من الناتج المحلي الإجمالي علما بأن النسبة المسموح بها وفق التشريع الاردني هي أقصاه 60%، غالبه ذهب لنفقات جارية كالرواتب وخدمة الدين العام وليس لإنشاء مشاريع استثمارية ذات قيمة مضافه،مما يعني عدم وجود عوائد حتى لسداد هذه الديون،مما يشكل خطر حقيقي على الاقتصاد

مقالات ذات صلة

أوليس من باب اولى ان نناقش حلول لنسب البطاله التي ترتفع بشكل متسارع تخنق الشباب الاردني بكلتا يديها، أو نناقش الركود في القطاعين التجاري والصناعي الذي بات يلحظه من يملك أبسط المعلومات الإقتصادية مما يشكل خطرا محدقا ينذر بكارثة، أو ان نناقش “موازنة التشليح” التي تسعى خلف جيب المواطن الذي استوطنته خيوط العنكبوت.

ثم ما الهدف الخفي من زج الدين الإسلامي والجيش الاردني في نقاش سياسي لم يتطرق بسوء لهما،وتأجيج الشارع وإثارة عواطفه، حيث شاهدت النقاش اكثر من مرة ولم أرى اي إساءة، وكل ما شاهدت كان نقاش بين فريقين من ايدولوجيات مختلفة ، واكرر رغم اختلافي معهم سياسيا، ولكن ما الهدف من ذلك فهل ينقصنا سبب جديد للفرقة والانقسام ، ام كل هذا زوبعه لتمرير ما هو أعظم

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى