زفّة في ألمانيا

مقال الخميس 2-11-2017
النص الأصلي
زفّة في ألمانيا
أزاح “ماثيوس” ستارة غرفته مساء الجمعة فشاهد قافلة من السيارات الطويلة التي تطلق أبواق التزمير عالياً وهي تشغّل الأضواء الرباعية وتمشي ببطء شديد، فشعر بفزع كبير ، ثم لاحظ خروج أحدهم من سقف السيارة وإطلاق النار في الهواء بشكل متتابع ، فلم يكن من المواطن الألماني الا إن اتصل بالشرطة وبالقيادة العامة للقوات المسلّحة يخبرهم بما يجري معتقداً أن مدينته قد سقطت بيد العرب..
حضرت الشرطة وأوقفت قافلة السيارات وبدأت تدقق بالأوراق الثبوتية للأشخاص، طبعاً بعد أن هرب مطلقو النار وفرّ أصحاب الأسبقيات..وعندما سألت الشرطة عما يقوم به أصحاب السيارات قالوا لهم أن هذه “زفّة عرس” على الطريقة العربية وإن إطلاق النار ليس حادثاً إرهابيا ولا هو شروع بارتكاب الجريمة وإنما ابتهاجاً بزفاف أحد أبناء الجالية وأشاروا الى العروسين ليتأكدوا من صحة الادعاء.. فتركتهم الشرطة يكملوا طريقهم مع تحذير إلى شرطة المدينة التالية أن ثمة قافلة تطلق الأبواق والرصاص اتركوهم إنهم عرب يحتفلون بالزفاف..هذه الحادثة حصلت فعلاً قبل أيام في إحدى المدن الألمانية..
**
طبعاً قبل الألمان الفكرة على مضض ، وهم لا يستطيعون تفسير ما علاقة الفرح بإطلاق زوامير السيارات وما علاقة الفرح بإخراج الأسلحة الخفيفة وإطلاق النار في الهواء وما علاقة الفرح بإغلاق الطرق الرئيسة بالمركبات التي تجبر الآخرين على المشي بنفس السرعة البطيئة ، ثم لم يتمكنوا من تفسير علاقتهم بأصحاب الفرح ليتم إشراكهم قسراً بهذه المناسبة..لكنهم احترموا الطقوس وتركوا الناس يعبرون عن فرحهم كما يريدون..
الحمد لله انهم شاهدوا القشرة الخارجية لأعراسنا..أناس متأنقون يقودون سياراتهم على شكل قافلة والقليل من إطلاق الرصاص..ماذا لو شافوهم قبل الزفاف بليلة ، عند الغروب وهم يتناوبون على ذبح الخراف حيث تسنّ السكاكين ويحتفي العريس نفسه بذبح الكبش ورفع الرأس عالياً ،كما أنهم لم يشاهدوا كيف تدعى العروس في الصباحية الأولى لزفافها لأكل “معلاق” احد الخراف..وكيف تشارك طواعية في اليوم الثالث من عرسها في حشو الكوارع والكروش بالأرز المفلفل..لو شاف الألمان كيف “تدحش” العروس الأرز في مصران الخروف الضحية بطريقة “ديناميتية” احترافية..لوقعوها فوراً على معاهدة حظر استخدام الأسلحة النووية..

يا أخي حتى أفراحنا عنيفة والله..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. اتمنى عليك ان يكون مقالك القادم اقوى من هييك كأن يكون مثلا عن البخور ودوره في تنقية الصدور !.

  2. مقالة من مقالات جلد الذات العربية التي نستمتع بالتعليق فيها على أنفسنا وعاداتنا . . . لديهم في حياتهم الكثير من الخرافات والسخافات …

  3. متى يصبح العربي سيدا متبعا كما كان ، كل من يدعي الثقافة لا يجد الا التهكم على قومه و الانتقاص من ذاته ، العرب لن يصلوا الى وحشية الغرب حتى لو صاروا كلهم ابا جهل

  4. ولو دققت في مستواهم التعليمي لوجدت ان اغلبهم طرد من المدرسة في المرحلة الابتدائية بسبب غباء او بسبب سوابقه في نشل زملاءه في الصف المصيبة الأكبر من ذالك انك ستجد ان اغلبهم اما معلم شاورما او بياع يبتدأ او تاجر مخدرات او انه خلف عشر اولاد منشآن يأخذ على كل واحد منهم ٢٠٠ يورو من الحكومة الألمانية اللتي تدعم بذالك الأطفال لينالوا تعليم محترم طبعا هذا غيض من فيض لحكايات إخوانكم العربان في بلاد الالمان

  5. احترم رأيك ،ولكن اقول لكل امه عادات وطقوس و لدينا تحفظات عنهم ايضا لا مجال لذكرها .

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى