زفير الغضب

مقال الخميس 27-7-2017
النص الأصلي
زفير الغضب
هل يحق لحكوماتنا فعلاً أن تتكلّم باسمنا أو تنوب عنّا في الوجع والضمير ؟ هل يحقّ لها أن تعود للكلام عن قيمة الإنسان وكرامة المواطن في خطاباتها وبياناتها واحتفالاتها الوطنية ؟ هل يحق لها أن تتعهد بالدفاع عن المواطن وحقوقه وهي لم تصمد أكثر من عشرين ساعة في توقيف مجرم طائش مغتصب معبأ بصهيونيته البشعة ليقتل أردنيين بريئين بدم بارد وعنجهية يهودية تنظر الى العرب على أنهم عبيد مجرّد عبيد لا يسوون ثمن الرصاص الذي يطلق عليهم ؟ ..ثم ماذا ؟ تفرج عنه بحماية وحفاوة وتسلّمه إلى حكومته معزّزا مكرماً بفائض من الخوف والارتعاش مشفوعاً بطلبات المسامحة والرجاء بالعفو عنّا لما سببّناه له من تعكير مزاج وتأخير في الخروج..بعد اليوم هل يحق لحكوماتنا ان تتكلم عن قيمة الدمّ الأردني و”غلاوته” وعن “ارتفاع حيطنا” و” قلع العيون التي تنظر الينا ” وهي التي غسلت ثياب القاتل بيديها على طريقة الــ”دراي كلين” وسلمّته اياها مشمّعة ومعطّرة ليغادر بها إلى تل أبيب وجعلت عيوننا في الأرض؟؟..
هل تدرك الحكومة أن بفعلتها هذه و”بمجانية” التسليم قد أهانت سبعة ملايين أردني وثلاثمائة مليون عربي عندما تصبح جناية القتل في أي مكان في العالم أسهل بكثير من حادثة دهس “قطّ” على شارع عام ؟ هل تدرك الحكومة أن بالخضوع لتسليم هذا الوغد تكون قد خذلت شهداء الكرامة الذين ماتوا وسلاحهم الأبيض في قبضات أيديهم ، هل تدرك أنها خذلت مصطفى جدعان ورّاد الخرشة الذي تحدّى موشيه ديّان وجها لوجه وهو في الأسر عندما قال له “الحرب كرّ وفر يوم ليك ويوم عليك..وراجعين لك ولو طالت”..هل تعرف انها خذلت البطل غسّان حجازين الذي فقد يديه في حرب الــ67 ، هل تعرف أنها خذلت الشهيد رائد زعيتر والشهيد ابراهيم الجراح والشهيد سعيد العمرو وغيرهم العشرات هل تعرف أنها أوجعت الدم الذي ما جفّ يوماً بين القدس وعمّان..زفير غضبنا أشجع بكثير من كل ارتعاشاتكم ، وانين الجريح قبل الشهادة أوضح الف مرة من كل “مكالماتكم” فدمنا ليس “صلصة” او حبراً عندما يسكب يجفف بمحارم الموائد السرية ،وكراماتنا فوق فوق فوق كل صفقاتكم ..أنتم لا تمثّلون ألامنا حتى تساوموا عليها، انتم لا تملكون أردنيتنا الحرّة حتى تتنازلوا عنها بكل مجانية وضعف ،نحن فوق ما تظنّون..
**
أتمنى أن تتخلّص الحكومة من “أكذوبة” معاهدة جنيف وعدم جواز محاكمة الدبلوماسيين ،فلنا معكم تجارب سابقة ،الوفد السياحي الذيّ هُرّبَ بعد مقتل الشهيد ابراهيم الجراح هل يعدّ وفداً دبلوماسيا؟؟ الجندي الإسرائيلي قاتل القاضي زعيتر..هل يعدّ شخصبة دبلوماسية؟؟كفاكم تبريراً لضعفكم وقلّة حيلتكم!..فلو كان كان الجاني زبّالاً إسرائيليا والضحية رئيس للوزراء لما تجرّأتم…
**
ثم هل تعتقدون أنكم عندما تخفضون للصهيونية جناح الذل من الرهبة أنهم يحترمونكم أو يحفظون عهودكم؟؟..ارجعوا إلى مكالمة المجرم الأكبر “نتنياهو” وهو يهاتف المجرم الأصغر “زيف” قال له: هل حددّت موعداً مع صديقتك الليلة؟؟…يعني: انك لن تحاكم ،ولن تلاحق وستمارس حياتك كما كنت..وأن من قتلهم مجرّد “فــَراش” أو “هوام وعناكب” لا تقلق بشأنهم..وقد قالها له في اليوم الأول من الجريمة : “لا تقلق الأمر بسيط”…
هل قتلت عربا؟؟ لا تقلق فالأمر بسيط..فدم العرب لا سوق له ولا بورصة ولا “أوبك” أنه مجّاني جدّاً ووفير جداً أكثر من ماء البحر فأسرف به كما شئت يا “زيف”..
هل فهمت حكومتنا رسالة المجرم نتنياهو عندما سرّب مكتبه عمداً المكالمة الصوتية مع القاتل ..هل فهمت معنى الصورة وهو يحتضن الصهيوني الأصغر في مكتبه..؟؟هل فهمت تعليقه الذي أطلقه في اليوم التالي من إطلاق سراح “زيف”..بأن لا علاقه بين تفكيك البوابات الاليكترونية وبين إعفاء المجرم من المحاكمة…ان لم تفهم الحكومة كل هذه الرسائل سأضطر لشرحها …معنى كل هذه التصرفات يُختصر على كلمتين وحرف: ” أنتم لا شي”…”انتم لا شيء”…
ونحن نقول أيضاَ..أنتم من تجعلون الوطن في عيون أبنائه وطناً..وانتم من تجعلونه لا شيء..قسماً ، هذا التراب لا يُجبل الا بدم الشهادة ولا يزهر الا كرامة وبطولة ستبقى أردنيتنا رأس مالنا ..وإن أبيتم!

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. ….
    والله طول عمرنا رافعين رؤوسنا وين ما نسافر و وين ما نروح
    والله الواحد راسه في الأرض
    واليوم بقلك اعتقالات للناس يلي بتعبر عن غضبها و منهم شاب اسمه هشام عياصرة

    و الأنكى و الأمر انه في صحافيين صهاينة استنكروا يلي عمله الحارس و هاجموه و حكومتنا بتبررله
    الله عالظالم

  2. ما هو الجديد في اﻷمر ؟
    يهود خيبر هم يهود ولن يتغيروا الى قيام الساعة ..
    والعرب عرب ولن يتغيروا الى أن يأذن الله …
    القتل والسلب والظلم في ازدياد ولا نملك كمواطنين الا الشجب والاستنكار !

  3. اللي بيصير كل فترة جس نبض وكل ما لاقت عصابة الإحتلال نبض إرتدعت, لكن للأسف يوم عن يوم أحوال العرب مبطلة تسر إلا الصهاينة والمتصهينين من العرب. الجاهل مش اللي مابعرف مخططات الصهاينة, الجاهل اللي بعرفها بس مفكر وقت ومكان تنفيذها دائماً بعاد عنه.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى