رمانة الامريكية والمصيبة الاردنية / جروان المعاني

رمانة الامريكية والمصيبة الاردنية

رمانه بنغلادشية الاصل مسلمة تعمل مستشارة لمستشار الامن القومي الامريكي في عهد اوباما استقالت قبل ايام لاكتشافها ان رئيسها الجديد قد كتب مقالا تحت اسم مستعار يؤكد فيه ان التنوع يشكل خطرا ويسبب ضعفا لامريكا، ورمانة هذه ربما تعود لمنصب مهم في مستقبل امريكا او حتى ربما رئيسة على امريكا .!
في الامس اثناء سفرة عمل للواء الرمثا حالفني الحظ ان حملت معي في طريق الذهاب ضابط شرطة برتبة ملازم ثاني وفي العودة ضابط برتبة ملازم اول احدهم من بلدة في المفرق والثاني من احدى القرى في اربد, تبادلنا الشكوة المريرة من الغلاء وسوء الاحوال ورواتبهم التي تقل عن 500 دينار، والتزاماتهم العائلية واضطرارهم الوقوف على حواف الطرقات توفيرا للأجرة وكليهما يدخنان، كريمي النفس يخافان على الاردن، لكنهما منزعجان من التنوع القسري للسكان في المملكة ويحملان هم هذا اليوم الجمعة حيث ستشهد المملكة تظاهرات ضد حكومة الملقي.
ما ان وصلت الرمثا والتقيت باخي (شبه المهم) والذي اتته رزقة من امريكا – طبعا ليس من رمانه – ولكن من نسيبه الذي يعمل هناك حتى اخبرني انه تم توقيف الدراسة في مدارس الرمثا بسبب المعارك في درعا السورية، مكنته الهدية القادمة من امريكا من شراء قطعة ارض وكل ذلك امر عادي ويحدث لكن غير العادي ان تاكل الضرائب والرسوم جزء ليس بسيطا جعلته ايضا يشكو.
رمانة وضابطي الامن واخي اجتمعوا في مخيلتي كبشر يعيشون على هذه الارض ليشكلوا داخلي ثورة حقيقية على وجع الانسان السوري الذي يساهم الجميع في قتله لتأتي اسرائيل وتكمل الحلقة بغارة جوية على مواقع للجيش السوري ومن ثم زيارة السيناتور ماكين للبحث في اليات تحرير الرقة من الدواعش ..!!
منذ زمن قررت الا اخشى الحديث في المحظورات كسعر البندورة المجنون او مصادقة الجنيات، وحتى مقاطعة خطيب الجمعة ان تطرف في جهله، لكني يوما لم اجروء على الاقتراب من البديهيات السهلة كالبحث في اسباب انتشار المظاهرات وعودة الحراك للشارع الاردني، وسر الفقر في بنغلادش، ودور رمانة في وجود الجيش الامريكي في منطقة الرقة وسوريا، ودائماً كنت مقتنعا ان الاضداد يمكن ان يجتمعوا لنستيقظ جميعا ونعرف سر هذا الدم والبكاء.!!
حتى ابدوا اكثر وضوحا ساتطرق لما نُشر حول ما فاض به ابن دولة هاني الملقي حين طالب رمانة بالخروج من امريكا اذا لم تعجبها، واربط كلماته بمواقف الرئيس الامريكي العنصرية ورفض مستشاره للتنوع، لاخرج بنتيجة مفادها ان عنصرية ابن الملقي الثري ابشع بكثير من عنصرية ترامب، وان ضابطي الامن واخي المهم لا يعتبرون مواطنون مخلصون مالم يشكروا الملقي وابنه على تنازلهما السخي بابقائهم في الاردن.
ان مصيبة الاردن الكبرى واضحة وضوح الشمس، فزيارتي للرمثا بعد غياب لا بأس به والتجوال في شوارعها ورؤية الشاحنات المكدسة احتجاجا على الارتفاع المجنون ضريبة الدخول للاراضي السعودية وتضاعف عدد سكان الرمثا ببنية تحتية شبه مهترئة، والخوف الدائم من الغد كل ذلك يقول ان لم نتدارك الاحوال ونتكاتف ضد رمانة ومخططاتها ومطاوعة الحكيم ابن الملقي، ان لم نفعل سنجد انفسنا بلا وطن .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى