رقابة هردبشتية / يوسف غيشان

رقابة هردبشتية

مخطيء من ادّعى بأنّ الذي يراقب الناس يموت همّا ً ، حسب المثل .
تلفّت حولك عزيزي ستجد أنّ الذي يراقب الناس قد يموت ضحكا ً، لكنّه لن يموت همّاً بالتأكيد .. هذا ما خطر في بالي وأنا أشاهد على قناة الجزيرة برنامجا ًحول مدارس لتعليم الضحك لغايات طبيّة.. حيث يزعمون أنّ الضحك يمارس دوراً إيجابياً على الصحّة الجسدية والنفسية للإنسان.
الحكومات توفر لنا مجاناً أسباباً للضحك ، بدون الحاجة إلى هدر الأموال في مدارس خاصة كثيرة التكلفة ، وضحكها متكلّف كثيراً وصناعيّ ، وقد لا يؤدي الغرض.
نعم من يراقب الناس يبتهج ويفرح ويستفيد ، ليس ابتداءً بمراقبي امتحانات التوجيهي ، الذين يراقبون الطلبة بكل لذة ومتعة ، بينما الطلبة يتضوّرون خوفا ً(حيارى مظلومين) ، وليس انتهاء بالأجهزة التي تراقبك في كلّ مكان .. ناهيك عن مراقبي التموين الذين تجدّد نشاطهم وإن تغيرت مسميّاتهم واسماء وزاراتهم ، ومراقبي السير المحتارين بين قانوني السير القديم والجديد والمعدّل .. ولا تنس أولئك الذين يراقبون الناس على سبيل التسلية وقلّة الشغل.
اقرأ الجرايد وشاهد التلفزيون .. وراقب الناس والحكومات وستموت ضحكا ً.
راقب التهاني والتبريكات للوزراء والمدراء العامين وكبار رجال الدولة ، بسبب وبدون سبب ..!!
افتح الإنترنت على ألــ (جوجل إيرث) وراقب حركة مصارينك .. المتناسبة مع حركة انتقال الأموال إلى جيوب الكبار واحتضار الطبقة الوسطى .
راقب ضغط دمك !!
راقب السكر ،
راقب الكوليسترول ومشتقاته ،
راقب نفسك في المرآة ،
راقب واضحك .. واللّي ما بعجبك غمّض عينك عنه .. ولا حدا شاف ولا حدا دِري ، ليش النعامة أحسن منك ؟؟
من كتابي(هكذا تكلم هردبشت)الصادر عام2011

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى