رسالة إلى رؤساء الجامعات!!! / د . ناصر نايف البزور

رسالة إلى رؤساء الجامعات!!!
د . ناصر نايف البزور
لا يخفى على أحدٍ أنَّ للجامعات دوراً محورياً في نهضة البلاد و تنميتها من خلال الأدوار الأكاديمية، و المعرفية، و البحثية، و الاقتصادية و المجتمعية التي تلعبها كلّ جامعة في محيطها المحلّي بل و على مستوى الوطن و الإقليم إلى أن تصل إلى دائرة العالمية…
فإذا صلُحت الجامعات صلُحت شؤون الوطن لأنّ الجامعة هي المصنع الذي يرفد المجتمع بالكفاءات التي تفي بكلِّ احتياجاته و متطلّباته…. و من هنا يأتي دور رئيس الجامعة الجوهري في إدارة مؤسسته على نحوٍ يجعل منها مؤلاً للعلم و منهلاً للريادة و الإبداع…
فإذا كان الرئيس مؤهلاً تأهيلاً علمياً و إدارياً و مهارياً، ارتقت الجامعة بطلبتها و موظّفيها و أساتذتها و كان سبباً في رفع شأن جامعته و مدينته في المحافل المحلّية و الإقليمية و الدولية…و إذا كان الرئيس فاقداً لتلك للأهلية، فقد حكم على جامعته بالتأخّر و الموت السريري…
ففي الولايات المتّحدة يتم اختيار رؤساء الجامعات وفق مقاييس و معايير صارمة من المهنيّة و القدرة على القيادة و اتخاذ القرارات الدقيقة و الحازمة؛ لذلك فقد تربّعت مئات من الجامعات الأمريكية على عرش الترتيب العالمي للجامعات و تخرّج منها آلاف الطلبة الذين أسّسوا كُبريات الشركات و المصانع العالمية و ما حال موقع الفيسبوك و جوجل و ياهو بخافٍ على قليل علم و لا محدود دراية؛ فميزانية الواحدة منها و أرباحها تفوق ميزانية الكثير من الدول الكبرى…
و في بلادنا نستطيع أن نستذكر الكثير من الذين تبوأوا مناصب الرئاسة لجامعاتنا الأردنية؛ فمنهم من كان له بصمات و اضحة و متميّزة في جامعته… و ما زال الطلبة و الموظفون و الأساتذة يذكرونه بكلِّ خير؛ فلهم الشكر الجزيل و لمثلهم تُرفع القُبّعات… و هم كوجبة المنسف في مذاقه حاضراً أو غائباً؛ بالصنوبر أو باللوز؛ بالجميد الكركي أو حتّى بجميد الكسيح… 🙂
و منهم مَن لم يكن له أيُّ إنجاز يُذكر و ذهب ذكره مع اللحظة الآولى لذهابه عن منصبه؛ فهو كالخبّيزة بلا طعمٍ و لا رائحةٍ و لا شعبيةأن حضرت أُكِلَت و إن غابت لم تُشتهى و لم تُطلب…. 🙂
و منهم من جلب الوبال على جامعته إدارياً و مالياً و أكاديمياً؛ فهو ليس بأحسن حال مِن أبي رغال الذي ما زالت العرب تلعنه منذ أن جلب أبرهة لهدم الكعبة؛ فأمثال هؤلاء الرؤساء تجب محاكمتهم و ستبقى الشتائم تطاردهم ما تعاقبَ الليل و النهار و ما سارت بالماء الجداول و الأنهار… و هم كالدجاج الفاسد الذي غزا أسواقنا… 🙁
أعزّائي الرؤساء، أنتم مَن تصنعون مجدكم بالعطاء و العمل و أنتم مَن تهدمونه بالتقصير و الكسل… فكلُّ واحدٍ يمكنه أن يكون كالمنسف أو كالخبّيزة أو كالدجاج الفاسد…
عليكم بالنزول إلى ساحات جامعاتكم و الاختلاط بطلبتكم و زملائكم دون حراساتكم و سيّاراتكم و كاميرات مصوّريكم… افتحوا أبواب مكاتبكم… فعٍّلوا بريدكم الإلكتروني… تفاعلوا مع طلبتكم و زملائكم أعضاء الهيئة التدريسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي… و لتتّسع صدوركم للنقد و الانتقاد… غادروا أبراجكم العاجيّة و مكاتبكم الزجاجية؛ و لا تجعلوا حاشيتكم هي آذانكم التي بها تسمعون، و أعينكم التي بها تُبصرون… بل تحسّسوا مشاكل جامعاتكم بأنفسكم و ابحثوا عن حلول عملية ناجعة على المدى القريب و المتوسّط و البعيد…
هذه هي الطريقة المّثلى للارتقاء بجامعاتكم و لتخليد ذكركم في الدنيا و الفوز في الآخرة… بوركت جهود العاملين منكم و لا جزى الله خيراً مَن كان منكم مُقصّراً أو متخاذلاً…
و كما قال جلالة الملك للحكومة: “ازهقنا” …. نقول لبعضكم: ازهقنا و اقرفنا… فكونوا على قدر أهل العزم… أو عليكم بحزم أمتعتكم و ترك مناصبكم لمَن يقدر على تسيير دفّة القيادة على النحو الذي يُلبّي طموحات و آمال و توقّعات مَن كلّفكم بحمل هذه الأمانة و هذه المسؤولية…!!! و الله أعلم و أحكم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى